IMLebanon

هل ستنجح الجهود الأميركية في منع توسّع الحرب؟

كتب داود رمال في “الأنباء الكويتية”:

تشهد الساحة اللبنانية توترا متزايدا في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد لبنان، حيث باتت الجبهة اللبنانية تحت مجهر الأحداث الإقليمية بعد أن ركزت إسرائيل عملياتها العسكرية على قطاع غزة.

ويثير القرار الإسرائيلي بنقل جزء من تركيزه العسكري إلى الحدود اللبنانية، مخاوف من توسع دائرة المواجهة لتشمل لبنان، خصوصا بعد التوترات المتصاعدة مع حزب الله، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ستنجح الجهود الدولية، وخصوصا الأميركية، في منع هذا التوسع وحصر التصعيد؟

وتناول مصدر وزاري لـ «الأنباء» الجهود الدولية للجم التصعيد، وقال «تأتي زيارة المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين إلى المنطقة، ضمن سلسلة من التحركات الديبلوماسية التي تسعى إلى تهدئة الأوضاع على الجبهة اللبنانية، وعلى الرغم من أن دور هوكشتاين في الأساس كان يرتبط بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إلا أن زيارته الأخيرة تأخذ طابعا سياسيا وديبلوماسيا أوسع، مع تزايد المخاوف من انتقال التصعيد العسكري إلى الجبهة الشمالية».

وأضاف المصدر «تعمل الإدارة الأميركية على منع توسع دائرة الحرب إلى لبنان عبر قنوات ديبلوماسية مكثفة، وتحاول الضغط على إسرائيل للالتزام بضبط النفس. إلا أن هذا المسعى قد يصطدم بالعقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي تركز على التعامل مع تهديدات حزب الله من الجنوب اللبناني كجزء من استراتيجيتها الأمنية العامة. وهذا ما يجعل الجهود الأميركية مهددة بالفشل إذا لم تستطع إقناع إسرائيل بجدوى الحيطة في هذه المرحلة».

وردا على سؤال حول نجاح المسعى الأميركي في لجم التصعيد؟ أوضح المصدر ان «المساعي الأميركية تعد جزءا من الجهود الديبلوماسية الأوسع للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ولكن هناك تحديات جمة تقف في طريق نجاح هذه الجهود. فمن جهة، تعمل إسرائيل على تحقيق أهدافها الاستراتيجية طويلة الأمد ضد حزب الله. ومن جهة أخرى تسعى واشنطن إلى تهدئة الأوضاع على كل الجبهات تفاديا لتوسع الحرب. ويعتمد نجاح هذه المساعي بشكل كبير على قدرة الولايات المتحدة على إيجاد توازن بين مصالحها في الحفاظ على استقرار لبنان واحتواء تصعيد إسرائيل. وفي الوقت عينه، لا يمكن تجاهل مدى التأثير الذي يمارسه حزب الله داخل لبنان وخارجه، إذ تعتبر قدراته العسكرية جزءا رئيسيا من أي معادلة أمنية في المنطقة».

وعما إذا كانت محاولة هوكشتاين هي الأخيرة للجم التدهور؟ رجح المصدر «ألا تكون هذه المحاولة الأميركية الأخيرة للجم التدهور، لكنها تحمل معها الكثير من الضغط الدولي والديبلوماسي لمنع الحرب. ومع ذلك، يمكن القول إن هذه الزيارة تأتي في وقت حرج قد يكون هوكشتاين آخر مبعوث قادر على تحقيق تأثير كبير قبل أن تدخل الأوضاع في مسار لا رجعة فيه نحو التصعيد. فالولايات المتحدة أمام تحدي الحفاظ على نفوذها في المنطقة وسط تصاعد الأزمات الإقليمية، وفي حال فشلت هذه المحاولة، قد تجد الإدارة الأميركية نفسها في وضع ضاغط يتطلب مزيدا من التحركات الديبلوماسية العاجلة».

واعتبر المصدر ان «الجهود الأميركية، بقيادة هوكشتاين، لمحاولة لجم التصعيد على الجبهة اللبنانية، تأتي في وقت حساس مع تصاعد المخاوف من توسع دائرة الحرب. ومع ذلك، فإن النجاح في منع هذا التصعيد مرهون بقدرة الولايات المتحدة على إدارة التوازن بين مصالح إسرائيل وأمن لبنان، وهذا أمر لن يكون سهلا في ظل التعقيدات الأمنية والسياسية التي تحكم المنطقة».