كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
تستبعد مصادر ديبلوماسية أن تحقق زيارة المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، خرقاً جدياً في ملف تحديد الحدود البرية المختلف عليها، في ظل الاجواء المحتدمة واستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة واشتعال المواجهة العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، ومهاجمة الحوثيين للسفن التجارية واطلاق الصواريخ والمسيَّرات على العمق الإسرائيلي من وقت لآخر, لأن الطرفين المتحاربين، إسرائيل وحزب الله، لا يريدان إنهاء هذه المواجهة العسكرية الدائرة بينهما منذ عملية طوفان الأقصى, كُلٌّ لحساباته وارتباطاته ومصالحه.
وفي اعتقاد المصادر الديبلوماسية ان الحرب المصغَّرة الدائرة في الجنوب اللبناني، مرشحة للاستمرار طوال الاشهر القليلة المقبلة، لعدة أسباب أولها، اصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ابقاء هذه الجبهة المفتوحة مع حزب الله مشتعلة اطول مدة ممكنة, وحتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي اصبحت على الأبواب، أملاً في فوز حليفه المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، ويسعى من خلال هذا الفوز، الحصول على مساعدات ودعم عسكري وسياسي، يقوي موقعه، ويحفزه على مواصلة الحروب في المنطقة، والأهم يدعم سياساته برفض إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تؤيدها إدارة الرئيس بايدن الديموقراطية الحالية والعديد من دول العالم, وثانيا رفض حزب الله فصل المواجهة المحتدمة جنوبا مع إسرائيل عن حرب غزّة، لحسابات لها علاقه مباشرة بسياسة النظام الايراني،الذي يوظف حروب المنطقة كلها، وضمنها جبهة الجنوب اللبناني، ويستعملها كأوراق ضاغطة في مفاوضاته السرية والعلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، للتوصل إلى صفقة بخصوص الملف النووي ورفع العقوبات عن النظام الايراني، وثالثا عدم قدرة أيٍّ من الطرفين حسم هذه الحرب حاليا لمصلحته، لأسباب وموانع اقليمية ودولية.
وتساءلت المصادر لماذا يوافق نتنياهو على أي مقترح يحمله هوكشتاين لانهاء المواجهة العسكرية بالجنوب اللبناني، وهو الذي افشل كل الجهود والمساعي التي بذلتها ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن, وآخرها المبادرة التي طرحها لإنهاء حرب غزة والتوصل إلى صفقة بين حركة حماس وإسرائيل لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والمحتجزين، وأيها اهم إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة او المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوباً؟
وتوقعت المصادر ان تؤدي مهمة المستشار الرئاسي الاميركي الى تخفيف حدة التوتر جزئيا، بين حزب الله وقوات الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب اللبناني، وأن لا تتحول الاشتباكات المسلحة، التي باتت شبه تقليدية، الى حرب واسعة النطاق او اجتياح إسرائيلي بالعمق اللبناني، كما يهدد بذلك العديد من المسؤولين والعسكريين الإسرائيليين، وذلك لحين جلاء مسار التطورات الاقليمية والدولية، بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية ومصير المفاوضات بين الادارة الاميركية وإيران، وتأثيرها المرتقب على العالم كله.