جاء في “الأنباء الإلكترونية”:
لم تخرق زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب المشهد الميداني، فالمسعى إلى احتواء التصعيد وتبريد الجبهة الجنوبية انطلاقاً من الالتزام بتطبيق القرار 1701، لا يزال يُقابَل بتعنت إسرائيلي غير مسبوق وبإصرار واضح من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على رفض المقترح الأميركي إذ إن أي كلام عن هدنة في غزة أو تسوية على الجبهة الشمالية مع لبنان ستقابَل برفض شديد من نتنياهو الذي يراهن على استمرار الحرب بما يخدم مستقبله السياسي غير آبه بتحرير الأسرى لدى حماس.
ومع استمرار التهديدات الإسرائيلية للبنان، وآخرها مزاعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن بأن الفرص تتضاءل أمام حل دبلوماسي للمواجهة مع حزب الله، كان لافتاً موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حول إمكانية قيام إسرائيل بعملية عسكرية لإحتلال أراض في الجنوب، بالقول: “فشروا”.
ولا يبدو أن تحذيرات هوكستين لاقت آذاناً صاغية في تل أبيب، بعدما نبّه من أن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرّض إسرائيل للخطر. لكن أجوبة كل من نتنياهو وغالانت كانت تصعيدية بأن إسرائيل ستقوم بما يلزم لإعادة مستوطني الشمال.
في السياق، اعتبر أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية خليل حسين في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن التهويل بحرب وشيكة تشنّها إسرائيل ضدّ لبنان يندرج في نطاق الحرب النفسية، مشيراً إلى أنَّ الأمور أصبحت مكشوفة بأن إسرائيل لا يمكنها القيام بحرب لا نفسياً ولا عسكرياً دون موافقة ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية، إلاّ في حال تمكنّت حكومة الحرب الاسرائيلية من إغراق أميركا بها.
حسين رأى أنَّ زيارة هوكشتاين الى تل أبيب عادية ولا تحمل الكثير من المفاجآت فهو جاء ليؤكد أن الولايات المتحدة هي ضد توسيع الحرب، إنما في المقابل ليس لها القدرة على اقتراح الحلول في الوقت الحاضر، لافتاً الى أنَّ الوضع الميداني سيشهد تصعيداً دون أن يلامس الحرب الشاملة، إذ ممكن القيام بعملية موضوعية بهدف محدد ومدروس.
داخلياً، تواصل اللجنة الخماسية حراكها على صعيد الملف الرئاسي، وفي هذا الاطار صبّت زيارة السفير السعودي وليد البخاري الى الديمان، وسط الحديث عن رسالة سعودية فرنسية في البريد الرئاسي، قابلها بري بالقول إن ما طرحه في 31 آب الماضي من تعديلات في المبادرة حول الملف الرئاسي هو آخر ما يصنعه الانسان.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن اللجنة الخماسية تنتظر الزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، والمتوقعة الأسبوع المقبل بين 24 و25 أيلول، والتي ستوضح العديد من النقاط لا سيما على مستوى ما يحمله من أفكار، وما قد يكون قد توصّل إليه في مباحثاته مع المسؤولين السعوديين مؤخراً في الرياض.
بالمحصلة، كل المؤشرات تنذر بخطر داهم على الحدود الجنوبية في ظلّ غياب أيّ أفق لحلّ قريب لوقف الحرب، أو تسوية تؤدي لانتخاب رئيس ينقل اللبنانيين إلى برّ الأمان تحت وطأة التوتر الحاصل.