IMLebanon

البزري: المستشفيات استوعبت الصدمة… ومن يدفع ثمن استشفاء الجرحى؟

حاورته ماريا خيامي:

بعد انفجار أجهزة “البيجر” بحامليها من عناصر حزب الله، والضغط الذي واجهته المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، عاد اللبنانيون بالذاكرة إلى يوم تفجير مرفأ بيروت، ومشاهد الضحايا المنتشرين في كل حدب وصوب.

امتلأت المستشفيات خلال دقائق بالإصابات البليغة، والسؤال هنا: كيف استطاعت المستشفيات تلبية هذا الكم من الجرحى الذين توافدوا في نفس الوقت لتلقي العلاج؟

في هذا السياق، يوضح الدكتور النائب عبد الرحمن البزري في حديث لموقع IMLebanon أن “الإصابات كانت أمس الثلثاء أكثر بكثير من انفجار المرفأ، ومع ذلك تمكّنت المستشفيات من استيعاب الصدمة والسيطرة على الوضع، ويعود السبب إلى أنها كانت قد رفعت الجهوزية في وقت سابق، تحسبا للحرب وتحضيرا لحال الطوارئ، ولولا هذا الامر لما استطاعت تطبيب جميع الجرحى.”

وأكد البزري أنه خلال دقائق، توافدت أكثر من 3000 إصابة إلى المستشفيات، في وقت واحد، ولكن الأمر الايجابي أن الضحايا توزّعت على أكثر من منطقة وبالتالي على أكثر من مستشفى، ما مكّن القطاع الصحي من استلام زمام الأمور ومعالجة كل من بحاجة للعلاج.”

ولفت إلى خطة طوارئ الصحة العامة واستعدادات الوزارة في حال تطور المواجهات من جنوب لبنان إلى حرب شاملة، والتي سمحت للكوادر بتنظيم وفصل الاصابات بحرفية عالية، موضحا أن المناورات التي نظمتها المستشفيات لكوادرها تُرجمت يوم أمس، وأدت إلى نجاح المستشفيات بتلبية النداء.

إشارة إلى أن خطة الطوارئ تضمنت إعداد الكوادر البشرية في المؤسسات الصحية على أسس استقبال ومعالجة جرحى الحروب والتأكد من وجود خطط طوارئ في المستشفيات، خصوصًا في ضوء استخدام أسلحة جديدة يتقدمها الفوسفور المحرم دوليًا.

إضافة إلى الإعداد اللوجستي عبر استقدام مستلزمات خاصة بالحروب وتوزيعها في المناطق، وخاصة تلك المستهدفة، والتأكد من وجود مخزون استراتيجي بدءًا من الأمصال والأوكسجين والطاقة.

كما تضمنت الخطة التنسيق بين الأجهزة والفرق الإسعافية العاملة المعنية بنقل المرضى والإستجابة للطوارئ، وإنشاء مركز متخصص في وزارة الصحة العامة مجهز بوسائل اتصالات متعددة.

وتم وضع خطة خاصة لمعالجة آثار النزوح، وخصوصًا مع احتمالات تزايد الأعداد وتأمين علاجات وأدوية غسيل الكلى والسرطان والأمراض المزمنة من خلال الفرق والوحدات النقالة.

وأشاد البزري بمساعدة المستشفيات لبعضها البعض، بحيث انتقل عدد من الأطباء إلى مستشفيات المناطق المنكوبة، كما وأرسلت بعضها المستلزمات لمن احتاج.

وأضاف: “استخدمت المستشفيات الاحتياطي الخاص بها، كما أن بعضها اضطر إلى إجلاء المرضى لاستقبال جرحى الانفجارات، وهذا الأمر سيصعّب عليها مهمتها في المستقبل، وهنا يجدر السؤال: من يعوّض على هذه المستشفيات؟ من يعيد لها الاحتياطي ومن يدفع ثمن استشفاء هؤلاء الجرحى؟”

وختم البزري مطالباً “بدعم المستشفيات، من مستلزمات طبية وأدوية وأموال، أو على الأقل ما استهلكته خلال هذه الأزمة”، وشدد على أنها “غير قادرة على تحمل أعباء حرب موسعة، خاصة بعد ما شهدناه أمس، وبعد ما تكبّده القطاع، فلا يستطيع تحمّل أي أزمة إضافية.”