IMLebanon

الرياض متمسكة بـ”بكين” طالما سلوك طهران لا يؤذيها!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الاثنين، إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية، وقال إنه وجه دعوة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لزيارة إيران، حسبما نقلت عنه وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية.

وقال الرئيس الإيراني خلال أول مؤتمر صحفي له منذ انتخابه “وساطة الصين بيننا وبين السعودية كانت خطوةً مهمةً لتحسين التضامن في المنطقة”، مضيفا “خلال اتصال مع ولي العهد السعودي، وجهت له دعوة لزيارة طهران، وإذا كانت هناك فرصة سنقوم بزيارة (إلى السعودية) أيضا”. وأشار بزشكيان إلى العلاقات مع الدول الإسلامية مثل السعودية ومصر والأردن، وذكر أنهم يحاولون تعزيز علاقاتهم.

وردا على سؤال خلال مؤتمره الصحفي، أكد الرئيس الإيراني أن “وحدة المسلمين والإصلاح بين الأخوة له أهمية كبيرة وأي خلافات يجب حلها عبر الحوار والتعاون. أرحب بأي خطوة يمكن أن تقربنا من بعضنا البعض”. وأشار إلى الآية القرآنية “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم”، وقال”إن إصلاح ذات البين أهم من الصلاة والصيام”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “تسنيم”.  كما تحدث الرئيس الإيراني عن العلاقات بين بلاده وتركيا، مؤكدًا “تركيا صديقتنا وشقيتنا. معتقداتنا وثقافتنا ممزوجة بعضها البعض ويجب علينا التواصل مع بعضنا، وهذا هو دافعنا ورغبتنا في بلورة استثمارات مشتركة بين إيران وتركيا”.

تصر الجمهورية الاسلامية اذا، بحسب بما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، على التمسك بخيار تطبيع العلاقات مع السعودية تحديدا ومع الدول العربية والاسلامية عموما. بعد سنوات من الكباش والصراع، قلب اتفاق بكين السعودي – الايراني الامور رأسا على عقب بين الطرفين، واتفقا على خيار التواصل والتنسيق من اجل حلّ النزاعات بينهما.

واذا كانت ايران لا تزال تعتمد سلوكا تصعيديا في الشرق الاوسط، حيث تمدّ أذرعها العسكرية بالصواريخ والمسيرات والخبرات المتقدّمة، وأبرز هذه الاذرع ينشط في اليمن، على حدود السعودية، فإن الجمهورية الاسلامية، بقيادة الراحل حسن روحاني، واليوم بقيادة بزشيكيان، متمسكة بعدم العودة الى زمن المواجهة مع الرياض والعرب والمسلمين.

غير ان هذا السلوك المزدوج، بحسب المصادر، الذي قد تدفع ثمنه ايران مع الغرب، في مفاوضاتها النووية المرتقبة، تعرف طهران ان المملكة والعالم الاسلامي، قد يكون موقفهما منه “ألطف” بما انهما ايضا، وتحديدا الرياض، تسعى الى تصفير مشاكلها والى تأمين مناخات يساهم في تطورها اقتصاديا. لكن وفق المصادر،  هذا الصبر السعودي الطويل، قد ينفد اذا شعرت المملكة ان توتير ايران امن الشرق الاوسط والحلول والتسويات، يؤثّر على خططها الانمائية سلبا. فهل ستأتي هذه اللحظة، ام ستبقى ايران تُدوزن خطواتها الاقليمية جيدا؟