ندّد عضو كتلة “اللّقاء الدّيمقراطي” النّائب هادي أبو الحسن، بـ”العدوان الإسرائيلي الأخير المستنكر والجبان، الّذي يأتي في سياق العدوان المستمرّ على غزة والضفّة ولبنان منذ 7 تشرين الأوّل 2023 وحتّى اليوم”، مشدّدًا على أنّ “هذا الأسلوب المجرم الّذي حاول أن يقتل الآلاف من المواطنين، بغضّ النّظر عن انتمائهم، هو جريمة بشعة مستنكَرة سخّرت التّكنولوجيا الّتي تمتلكها إسرائيل لتؤدّي هذا الغرض”.
ورأى، في حديث لصحيفة “الديار”، أنّ “هذا أسلوب أقل ما يُقال فيه إنّه قذر ويفتقد أبسط القواعد الّتي تُعتمد في الحروب والمواجهات، وهذا ليس غريبًا على العدو الإسرائيلي الّذي نشأ على الدّماء والقتل والتّدمير والتّهجير والاستيطان. وهذا العمل الجبان يعبّر عن حقيقة هذا العدو وهويّته، وهذا يؤسِّس إلى تصاعد وتيرة الحرب بشكل قد لا يستطيع، في نهاية الأمر، أحد ضبط نتائج هذه المواجهة”.
وعن تزايد احتمالات الحرب الموسّعة، أشار أبو الحسن إلى “أنّنا بتنا على مشارف مواجهة متصاعدة قد تودي بنا إلى المجهول، في ظلّ المخطّط الجهنمي الّذي تقوم به إسرائيل، من خلال سحق غزة وتهجير أهلها، ومن ثمّ محاولة تهجير أبناء الضفّة تمهيدًا لإسقاط فكرة حلّ الدولتين أو إقامة دولة فلسطينيّة؛ وهذا السّياق مستمرّ ويبدو بعيد المدى وطويلًا”.
وعن اليوم التّالي بعد ما نفّذته إسرائيل من إرهاب، ركّز على أنّه “يبدو أنّنا متّجهون إلى التّصعيد بحسب ما أعتقد. رغم صعوبة الضّربة وقساوتها والخسائر الّتي تكبّدتها المقاومة، إلّا أنّني لا أعتقد أنّها ستتراجع أو ستضمحل أو ستنكفئ، إنّما على العكس فالمواجهة ستستمرّ”.
وأعرب عن أمله بأن “تكون كلّ الخطوات محسوبة، كيلا تتفلّت الأمور بشكل مطلَق وندخل في المجهول الّذي نخشى منه، وخصوصًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متعطِّش للحرب ومتعطِّش للدّماء، لأنّه من النّاحية السّياسيّة فإنّ نشوب الحرب سيكون لمصلحته بحسب ما يعتبر هو، وذلك بهدف حماية نفسه، وليقول للمستوطنين والإسرائيليّين إنّها الفرصة لتحقيق الحلم التّاريخي بتوسيع الأراضي المحتلّة، تحقيقًا لشعار إسرائيل الكبرى”.
وبيّن أبو الحسن أنّ “نتانياهو سيستفيد من هذا الترهّل أو هذا الفراغ، وهذا الوقت الضّائع للتّحضير للانتخابات الأميركيّة الّتي ستجري في تشرين الثّاني المقبل، وسيبتزّ فريق الدّيمقراطيّين، كما فريق الجمهوريّين، لأنّهم بحاجة إلى استقطاب النّاخبين. لذا هو سيبتزّ إلى أقصى الحدود، وهو يتّكئ على البوارج الأميركيّة في البحر كي يحمي نفسه، فيما لو توسّعت الحرب”.
وعن حالة التّضامن بين اللّبنانيّين الّتي تمثّلت في اليومين الأخيرين، أكّد أنّه “مشهد معبِّر ورائع رغم كلّ شيء، فالقوى الأساسيّة في المعارضة قالت كلامًا متقدّمًا، وهذا يتوقّف عنده المرء، والمهم أن نترجم هذا الأمر في تضامن وطني إلى أقصى الحدود، وعسى أن يؤسِّس هذا الموضوع لنوع من فتح الخطوط، أو الحوارات أو القرار الكبير المطلوب من كلّ الأفرقاء من أجل الوصول إلى تسوية تؤدّي إلى تحصين الدّولة في لبنان، وننتخب الرّئيس العتيد للجمهوريّة؛ على رغم المخاطر المتوقّعة من توسعة الحرب”.
وشدّد على “أنّنا يجب اليوم أن نستفيد من حالة التّضامن هذه، علّنا أن نستفيد من شراسة العدوان الإسرائيلي ونتوحّد أكثر ليس فقط بالموقف الوجداني والوطني العام، بل أن ننتج رئيسًا للبلاد، ونمكِّن مؤسّسات الدّولة بدءً من رئيس الجمهوريّة، وصولًا إلى كلّ المؤسّسات، وبالتّحديد احتضان ودعم الجيش اللبناني والمؤسّسات الأمنيّة الأخرى”.