كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
استنفر العالم بعد الهجمة الاسرائيلية “السيبرانية” على لبنان. في السياق، يعقد مجلس الامن الدولي جلسةً مساء اليوم لمناقشة هذه التطورات الخطيرة التي اسقطت قتلى بالعشرات للحزب وجرحى بالآلاف، ولرَفضِ نقل الحرب مِن غزة الى لبنان.
عشية هذه الجلسة، دان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأشد العبارات الهجوم الجديد الذي وقع عبر انفجار عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية في مختلف أنحاء لبنان، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا وعدد كبير من الجرحى. وقال “مرة أخرى، فإن الأسلوب العشوائي المستخدم غير مقبول بسبب الأضرار الجانبية الحتمية والفادحة في صفوف المدنيين، والعواقب الأوسع نطاقاً على السكان ككل، بما في ذلك الخوف والرعب، وانهيار المستشفيات”. واعتبر أن من يقف وراء هذه الهجمات يهدف إلى نشر الرعب في لبنان، قائلا “أنا أؤيد تقييم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك للحادث والدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل”. وأضاف “يتطلّب خطر التصعيد العسكري، مع العواقب المدمرة على المنطقة بأكملها، حشداً عاجلاً للجهود. وسيواصل الاتحاد الأوروبي بذل قصارى جهده لدعم أصوات السلام والعقل”.
فرنسيا، اعلن قصر الاليزيه ان “التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة اللبنانية ستكون حاضرة في لقاء وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن مع ماكرون بعد الظهر في قصر الإليزيه. وأكدت مصادر مطلعة ان اتصال الرئيس الفرنسي بكل من رئيسي مجلس النواب والوزراء اللبنانيين نبيه بري ونجيب ميقاتي يأتي تمهيداً لجلسة مجلس الأمن غداً حول خرق أجهزة الاتصالات في لبنان.
اما اميركيا، فأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي منذ ايام “أننا لم نشارك في الهجمات التي شهدها لبنان أمس واليوم، ونود أن نرى نهاية للحرب وكل ما فعلناه كان في سياق منع التصعيد في المنطقة”. وأشار الى أن “التوصل إلى وقف إطلاق النار أفضل طريق للمضي قدما وسنواصل مساعينا لتحقيق ذلك، ونريد نهاية الحرب في غزة وكل ما نقوم به منذ البداية مخطط له لإيجاد حل”. وشدد على “اننا منخرطون في دبلوماسية مكثفة لتجنب فتح جبهة ثانية للحرب في لبنان، ولدينا خطط جاهزة للإجلاء في جميع أنحاء العالم”، مضيفا “نحاول إعادة حماس وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات ولا شيء تغير في مساعينا بهذا الخصوص”. وتابع “لا نرغب في رؤية أي تصعيد في المنطقة ونعتقد أن حل الأزمة بالدبلوماسية وليس عبر العمليات العسكرية”، كاشفاً أن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في تفجيرات بيروت ولن نقدم تفاصيل أكثر”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن العواصم الكبرى كلّها غير موافقة على اداء رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وما يفعله الاخير، يتعارض بوضوح، مع الجهود التي تبذلها هذه العواصم منذ اشهر من اجل وقف القتال في غزة.. لكن ها هو نتيناهو ورغم هذه المواقف الدولية، يستمر في خططه الخاصة به ولو غضب منه العالمُ كلّه، ضاربا هيبة هذه الدول وكلمتها عرض الحائط.
وفق المصادر، الامور تبدو ذاهبة نحو الاسوأ وتل ابيب تبدو تضع اللمسات الاخيرة على حرب ستشنها ضد حزب الله لم يبق الا تحديد ساعة الصفر لها وتبيان صورتها ومدتها الزمنية. اي ان نتنياهو سيضع العواصم كلها امام الامر الواقع الذي يريد.
الخرطوشة او الفرصة الاخيرة للجمه لا تلوح الا من مجلس الامن. فهل سيُصدِر قرارا واضحا وصارما وجامعا تشارك فيه واشنطن حتى، رافِض للحرب ويتوعد تل ابيب بعواقب اذا فعلها؟ إن لم يفعل، فإن ذلك سيعني ان الحرب واقعة، تختم المصادر.