كتب معروف الداعوق في” اللواء”:
تؤشر وتيرة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد كوادر وقيادات حزب الله منذ بدء المواجهة العسكرية بين الطرفين، بعد عملية طوفان الأقصى قبل ما يقارب العام، وبلغت اشدها عندما استهدفت القيادي فؤاد شكر قبل شهر بالضاحية الجنوبية لبيروت، وبلغت الذروة بالتفجير الجماعي الدموي لشبكة الاتصالات للحزب، التي اسفرت عن العديد من الشهداء وآلاف المصابين من مختلف الوحدات وصولا إلى استهداف المبنيين في محلة الجاموس يوم امس، وما تردد عن سقوط قيادات من الحزب لم يكشف عن أسمائهم، وبالتزامن مع تصعيد ملحوظ للغارات الجوية الإسرائيلية على قواعد ومراكز الحزب في الجنوب، إلى تنفيذ سلسلة التهديدات التي وجهها المسؤولون الاسرائيليون ضد الحزب، لتحقيق اخراجه من المواجهة العسكرية الدائرة على طول الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة من الجهة الاخرى، لدعم حركة حماس في حرب غزّة، والانصياع للشروط والمطالب التي ابلغها الجانب الاسرائيلي للمستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، للتوصل إلى اتفاق نهائي لاستتباب الامن وارساء الاستقرار في المنطقة الحدودية مع لبنان، وتأمين عودة المستوطنين الاسرائيليين الى المناطق التي هُجِّروا منها بفعل استهداف الحزب لهذه المناطق بالصواريخ والقذائف.
لم ينصاع حزب الله لكل الضغوط التي يتعرض لها من قبل إسرائيل حتى اليوم، بالرغم من التصعيد الملحوظ في العمليات العسكرية والاغتيالات التي استهدفت كوادر فاعلين منه، ومايزال يقصف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية الجنوبية بالصواريخ.
إلى اين تتجه الامور في ضوء تصعيد إسرائيل لعمليات الاغتيال ضد قادة الحزب؟
ما يشجع إسرائيل على التمادي في استهداف قيادات الحزب، استمرار دعم الولايات المتحدة الأميركية لها، وغياب الردود القوية والرادعة من جانب الحزب وحلفائه في طهران ومحور الممانعة، وهذا يؤشر الى استمرار هذا المسلسل الخطير من الاغتيالات ضد كوادر وقيادات الحزب، واستنزاف قوته، مع الالتزام بعدم التصعيد وتوسعة المواجهة إلى حرب واسعة النطاق.
المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، وجنوح إسرائيل لاغتيال المزيد من كوادر من حزب الله، تعني التحول لحرب استنزاف بين الطرفين، قد تطول لأشهر عديدة وحتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة، اذا لم يؤدِّ الضغط العسكري وتصاعد وتيرة المواجهات، إلى قبول الحزب بالشروط الإسرائيلية المطروحة، للتوصل إلى الاتفاق المنشود.