IMLebanon

“الحزب” في مأزق

جاء في “الراي”:

يقف لبنان أمام منعطف هو الأخطر منذ فتْح «حزب الله» جبهة المشاغلة عبر الجنوب، وسط مؤشرات متصاعدة إلى تصعيد كبير تعدّ له إسرائيل «وأيام معقّدة» تتحضّر لها في ضوء استعداداتها لمزيد من ضربات «تحت الحزام» و«على الرأس» التي تسدّدها للحزب وتَوَقُّعها أن يخرجَ «في نهاية المطاف» عن الضوابط التي ما زال يلتزم بها تجنباً لاستدراجه إلى حرب كبرى لا يريدها تماهياً مع رغبة طهران بتفادي اصطدامٍ شامل تكون الولايات المتحدة على مقلبه الآخر.

وبقي لبنان منذ الثلاثاء الماضي على حال الذهول والصدمة في ضوء نجاح إسرائيل عبر ثلاثية الضربات المؤلمة لـ «حزب الله»، في أقلّ من 100 ساعة، في دفْع الحزب إلى مصيدة قاسية من خلال الزج به بين فكّي كماشة يصعب الخروج منها دون الدخول في حربٍ شاملة.

فبعد تحويل إسرائيل «البيجر» ثم اللاسلكي المحمول أشبه بـ «أسلحة بيولوجية» لموت شامل حصد الثلاثاء والأربعاء 39 ضحية ونحو 3 آلاف جريح، جاء الجمعة المزلزل في الضاحية الجنوبية لبيروت مع الغارة المرعبة التي شنّها الطيران الحربي مستهدفاً مجلس قيادة قوة «الرضوان» (وحدة النخبة) التي قضى عليها خلال اجتماع سري كانت تعقده في الطابق الثاني تحت الأرض من مبنى في محلة الجاموس، من رأسها ومؤسسها إبرهيم عقيل إلى مسؤولين وقادة آخَرين فيها، ومعهم عشرات من المدنيين سَقَطوا بين ضحايا وجرحى، وسط تساؤلات مستمرة عن كيفية نجاح إسرائيل في كشْف قيادة «الرضوان» ومكان اجتماعها، وما هو الخرق البشري الذي أتاح لها تحقيق إنجاز باهر على المستوى الاستخباراتي؟

وفي الوقت الذي كانت إسرائيل تعلن قفل مجالها الجوي حتى اليوم وعلى وقع ترقُّب عودة حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» إلى شرق المتوسط يوم غد، بدا الغموض المدجّج بأعلى المخاطر يحوط مستقبل الجبهة اللبنانية التي باتت «الجبهة الأمّ» في حرب غزة وأخواتها، وسط رصْد لِما إذا كانت إيران ستتولى «إسناد» حزب الله وفق ما عبّر عنه إعلان خامنئي بعيد غارة الضاحية «الردّ على اغتيال إسماعيل هنية (في طهران) وشيك»، وهو ما اعتُبر في إطار محاولة «تخفيف الضغط» عن الحزب و«توسيع رقعة واقي الصدمات».