جاء في “الأنباء”:
تشهد العاصمة اللبنانية بيروت حركة ديبلوماسية كثيفة وصامتة، إذ تنشغل المقرات الرسمية السياسية وغير السياسية باستقبال سفراء وديبلوماسيين وملحقين عسكريين، في عملية استطلاع للموقف ولنقل رسائل مبطنة تحذر من الذهاب إلى التصعيد الأكبر، مع تأكيد لبناني بالإجماع على أن اسرائيل أسقطت كل الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك.
وفي هذا السياق، قال ديبلوماسي في بيروت ينشط على خط التهدئة لـ «الأنباء» ان «اغتيال قائد وحدة الرضوان في حزب الله إبراهيم عقيل، يمثل تطورا خطيرا في سياق الصراع. ويعتبر عقيل أحد القيادات البارزة في الحزب، ويشغل الموقع القيادي في وحدة الرضوان، وهي القوة الخاصة التابعة لحزب الله التي تعد من الأكثر استعدادا وتدريبا لتنفيذ العمليات النوعية ضد إسرائيل، سواء في جنوب لبنان أو في أي ساحة أخرى. وفي ظل تصاعد التوترات الأمنية على جبهات عدة، يأتي هذا الاغتيال في توقيت حساس للغاية بالنسبة إلى المشهدين اللبناني والإقليمي».
وأشار إلى انه «إذا قرر حزب الله الرد بقوة على اغتيال عقيل، فإن المنطقة قد تكون على موعد مع تصعيد واسع على جبهات متعددة. ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل برد فعل سريع وموجع، ما قد يدفع الأطراف إلى مواجهة شاملة، على غرار حرب تموز 2006. ومع ذلك، فإن أي تصعيد كبير قد يجر المنطقة إلى تدخلات دولية سريعة لاحتواء الموقف، خصوصا أن لبنان يعاني من وضع اقتصادي وسياسي هش، قد يتأثر بشدة من أي حرب طويلة الأمد».
وحذر المصدر من ان «اغتيال إبراهيم عقيل ليس حادثة عابرة، ولكنه خطوة في مسار متوتر قد يؤدي إلى مواجهة أكبر إذا لم يتم احتواء التصعيد».
واعتبر المصدر ان «اغتيال إبراهيم عقيل يشكل ضربة نوعية للحزب، ويأتي في إطار سلسلة استهدافات إسرائيلية لقيادات عسكرية بارزة فيه».
وأضاف المصدر «تشير التوقعات إلى أن رد الحزب على هذا الاغتيال سيكون مدروسا، ولكن سيكون مؤلما جدا لاسرائيل. وغالبا ما يعتمد حزب الله على استراتيجية الرد المتدرج والحذر في مواجهة إسرائيل، لعدم الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب النتائج».
وأكد ان «اغتيال شخصية بمستوى عقيل قد يدفع حزب الله إلى التفكير في تصعيد كبير ضد إسرائيل، خصوصا إذا تزامنت هذه الحادثة مع ضغوط ميدانية أو تطورات إقليمية تسهل مثل هذا التصعيد. ويمتلك حزب الله خيارات عدة لتنفيذ عمليات نوعية، سواء عبر عمليات صاروخية دقيقة أو حتى عبر وحدات نخبوية مثل وحدة الرضوان نفسها، التي قد تسعى للانتقام من خلال تنفيذ عمليات اختراق نوعية ضد أهداف إسرائيلية حساسة. وفي الوقت عينه، يتفادى الحزب عادة التصعيد الواسع من دون حساب دقيق للتوقيت والسياق السياسي والميداني، خصوصا أن الوضع الإقليمي معقد، وهناك حسابات محلية ودولية قد تؤثر على قرار التصعيد».