أحيت “القوات اللبنانية” في إده البترون، ذكرى شهداء البلدة وأقامت قداسا لراحة نفوسهم في كنيسة مار سابا
وأعرب عضو تكتل “الجمهرية القوية” النائب غياث يزبك عن إعجابه وحبه لبلدة إده وطبيعتها، مثمنا صفات أهلها وأطباعهم وحبهم للناس. ثم حيا بطولات ونضال شباب إده خلال فترة الحرب “فكانوا متواجدين على كل الارض وفي كل المناطق واستشهد منهم في الشوف وزحله. لم يكن ذلك أمرا عابرا أو حبا للموت ولكنه نوع من الوعي والايمان العميق بأنك لا يمكن أن تكون حرا في إده فيما البترون أو أي منطقة أخرى محتلة”.
وقال: “هذا ما جعل أبناء إده يتقدمون بين أترابهم ورفاقهم وحلفائهم في كل مراحل الازمة اللبنانية. هذه المقاومة والشهادة وهذا القتال وهذا النضال بمختلف وجوهه وبحملنا البندقية كنا دائما نسير باتجاه الحفاظ على الدولة ولم نحمل البندقية الا عندما سقطت الدولة وهنا ينطبق علينا مفهوم المقاومة بطريقة نموذجية وصادقة وعندما تبدلت الامور وذهبنا باتجاه اتفاق الطائف كنا أول من دفع سلاحه لتعزيز منطق الدولة وعدنا فورا الى العمل السياسي”.
وأردف: “نحن هنا أمام نموذجين من المقاومة، المقاومة التي أعطت الدولة ووضعت يدها بيد الدولة عندما بزغ فجر الوطن وبدأت بيارق مشروع الدولة تظهر. أما المشروع الآخر فهو المشروع الذي انتهى في 25 أيار من العام 2000 بإخراج آخر جندي اسرائيلي من لبنان، عندما بدأنا نرى إيديولوجيات وأعذارا ونخترع أسبابا غير مقبولة وغير منطقية للاحتفاظ بالسلاح وبدأ هذا الفصيل من اللبنانيين يجر نفسه ولبنان الى كل الويلات فكانت حروب 1993 و1996 و2000 و2006 واليوم نحن في 2023 و2024 سنة كاملة من الاستنزاف.”
وأضاف: “أبدا نحن لا نشمت بشهيد ولا نشمت بآلام متألم بل نحترم وننحني أمام كل من سقط من أجل قناعاته ولكن يجب وضع حد ونقطة توقف في مكان ما وإجراء عملية تقييم نتائج لكل خطوة وكل قرار وكل عملية”.
وتابع: “لا يحق لك ايها القائد ان تستغل من هو مندفع للدفاع عن لبنان من أجل مشاريع خارج لبنان. ما نعاني منه اليوم أننا انتهينا من تحرير لبنان وبدأنا بالبوسنة والهرسك وذهبنا الى المثلث الذهبي في أميركا الجنوبية ودعمنا مادورو في فنزويللا وها نحن نتابع الردة وعدنا للمحاربة عند الحوثيين في اليمن والمشاركة في الحرب في سوريا وحيث يدعونا الواجب الفارسي للمشاركة في الحرب. لهؤلاء نقول: نحن نحترم شهداءكم وتضحياتكم لكن ليس هناك من تفويض لكم خارج اطار الدولة لأخذ لبنان الى هذه المتاهات. لقد جربتم وخبرتم ولكم موقع وازن في السياسة منذ 2008 حتى العام 2023 من دون ان تقدموا لنا نموذجا جيدا للحكم المدني ولا في الحكم العسكري في اطار دفاعكم عن لبنان، لا بل تأتونا بكل الويلات ونحن ندفع الثمن غاليا جدا جدا”.
وأستكمل: “في كل لحظة يقع الانسان في خطر أو ينزلق على المستوى الفردي فكم بالحري على المستوى الوطني وأخذ وطنه الى متاهات كارثية لن يبقى من بعدها لبنان، في كل لحظة يستطيع التوقف فيها عند نقطة معينة، واليوم من الضروري ان يكون في أعلى درجات التبصر والتفكير بعد ان أصبح وحده في هذه المعركة من دون رفيق وداعم، يجب أن يتخذ قرارا بوقف الحرب والعودة لاستظلال الدولة ووضع قدراته وما بقي منها بتصرف الدولة اللبنانية والذهاب لتنفيذ القرار 1701 رحمة بأهلي وابنائهم وكراماتهم بعد ان اتشحت كل هذه المساحات والقلوب بالسواد على شهيد من هنا ومفقود من هناك. ومن هنا ندعو الدولة اللبنانية لأن تقول “الامر لي” وقد تركته يحاول ويجرب على 11 شهرا وليس مقبولا اليوم ان يمتنع وزير الخارجية عن الفصل بين الدولة وحزب الله والقبول والسماح لحزب الله بالرد والانتقام. هذا الكلام مرفوض وعدم القبول به ليس اضعافا لمعنوات المقاومة أو طعنا بظهر أحد بل هو نوع من وخز الضمير ودعوة لأن يعوا جيدا لدورهم في لبنان”.
وختم: “لكي نعطي قيمة لشهدائنا، نحن كقوات لبنانية وكأحزاب سيادية، علينا متابعة المسار نفسه لأنه المسار الصحيح. ولمن فقد شهداء وهو في الطريق الملتوي عليه أن يصوب مساره ويعود الى حظيرة الوطن”.