IMLebanon

الحل جنوبًا مستبعدٌ بلا اختراق بالملف النووي؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

تناقلت وسائل الإعلام الاجنبية معلومات عن اتصالات واسعة النطاق، تجري في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة العادية للامم المتحدة، وبمناسبة حضور كبار مسؤولي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ولبنان وإسرائيل، لبلورة مشروع حل لانهاء الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان، بالترابط مع التوصل إلى صفقة لوقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين في غزة، وفي الوقت نفسه صدر موقف ايراني، يؤكد ان اتخاذ طهران اي موقف من الاعتداءات الإسرائيلية على حزب الله، منوطٌ بما تحققه محادثات رئيس الجمهورية الايراني بزشكيان في نيويورك، بخصوص الملف النووي ورفع العقوبات الاميركية عن ايران.

لم يصدر الموقف الايراني هكذا مصادفة، او من دون سبب، بل اتى رداً على ما صدر من مواقف في لبنان والخارج، تنتقد الصمت الايراني تجاه الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله، الحليف الأساس لايران، من دون قيام اي ردة فعل عسكرية ايرانية لمساندة ودعم الحزب ومنع استهدافه، لاسيما وأن المسؤولين وقادة الحرس الايراني، لطالما اعلنوا دعم الحزب، وهددوا بانهم يملكون الاسلحة الحديثة، لمهاجمة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها المتمادية.

ماذا يعني الموقف الايراني هذا ؟

عملياً، يعني ان مصير الحرب الإسرائيلية على لبنان والحرب على غزة مرتبط، بما تؤدي اليه مفاوضات الجانب الايراني مع الولايات المتحدة الأميركية، من دون لف او دوران، وأن كل ما كان يقال او يتردد عن هذا الربط سابقا، وينفيه النظام الايراني،كان صحيحا، وليس من باب التجني والتحريض على النظام والمسؤولين فيه.

ولذلك، لا بد من تقصِّي اخبار الاجتماعات والاتصالات الجارية في الأمم المتحدة، لمعرفة نتائج المفاوضات التي أجراها الرئيس الايراني مع المسؤولين الاميركيين، بلا قفازات او اقنعة، بخصوص الملفات والقضايا العالقة بينهما، ويتقدمها الملف النووي الايراني ورفع العقوبات الاميركية والاروروبية عن بلاده، ونفوذ النظام الايراني في المنطقة مستقبلا. ومن خلالها يمكن تحديد مسار الاتصالات والمشاورات الجارية، للتوصل إلى تفاهم لإنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان وقطاع غزة، وهذا الربط لإنهاء الحربين معا، يأتي استجابة لشرط اساس للحزب، بينما تواجه اي مشروع تفاهم مطروح، شروطا ومطالب تعجيزية من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتتطلب ضغوطا غير عادية من الولايات المتحدة الأميركية، لتجاوزها، وتسهيل التوصل للاتفاق المنشود، لانهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان وقطاع غزة.