IMLebanon

النازحون في الفنادق ليسوا للسياحة

كتبت بولين فاضل في “الأنباء الكويتية”:

27 أيلول من كل سنة هو يوم السياحة العالمي، هذا في العالم، أما في لبنان فيصح وصف الإثنين في 23 أيلول بيوم النزوح اللبناني الذي شهد بدء فراغ الجنوب من أهله وتوزع نحو نصف مليون شخص على الأماكن، كل وفق قدرته المادية، وللفنادق حصة.

ويكفي كل لبناني أن ينظر في محيط إقامته الضيق ليلحظ واقعا مستجدا منذ الإثنين الماضي، تاريخ قرار إسرائيل إيلام سكان الجنوب بحزام من النيران الكثيفة وإرغامهم على ترك منازلهم على عجل وقصد أي وجهة يفترضون أنها آمنة.

الواقع المستجد هو توزع نازحي الجنوب على كل بقعة من لبنان، مع توزع مكان الإقامة المؤقتة وتبعا للقدرات المادية، على مدارس رسمية ومراكز إيواء حددتها الحكومة اللبنانية في خطتها الاستباقية، وشقق سكنية مستأجرة، وصولا حتى إلى الفنادق التي تبقى بطبيعة الحال خيارا متاحا للميسورين تحت شعار«اطلبوا الأمان ولو في فندق».

المفارقة أن القيمين على القطاع الفندقي في لبنان كانوا نعوا موسمهم في منتصف الصيف بعد تلقي السياحة الضربة القاصمة حين استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو بغارة إسرائيلية مفاجئة أدت إلى مقتل القيادي العسكري الأرفع في «حزب الله» فؤاد شكر، قبل أن تعود بعض الفنادق في 23 سبتمبر وتنفض الغبار عن غرفها وتسلم بعض مفاتيحها إلى نازحين جنوبيين تعينهم دولاراتهم على تفادي«البهدلة»، والمثل الشائع يقول: «هين فلوسك ولا تهين نفسك».

وبحسب معلومات «الأنباء»، فإن أكثر النازحين مؤلفون من عائلات كبيرة قوامها عشرة أشخاص بالحد الأدنى. وهؤلاء تناسبهم الإقامة في شقق سكنية وشقق مفروشة أكثر من الفنادق التي تتسع الغرفة الواحدة فيها لشخصين أو ثلاثة أشخاص. أما الشاليهات في المنتجعات السياحية، فلاتزال مشغولة، طالما أن موسم استئجار الشاليه يمتد من بداية الصيف حتى نهاية سبتمبر.

وفيما سجلت، وفق معطيات توافرت لـ «الأنباء»، نسبة إشغال مرتفعة جدا من قبل النازحين في فنادق منطقة الحمرا بقلب بيروت، نظرا إلى الأسعار المخفضة جدا فيها وهي فنادق ثلاث وأربع نجوم، كانت نسبة إشغال الفنادق خارج العاصمة لا تتعدى الـ 40% مع أسعار تراعي ظروف الحرب والنازحين، مع الإشارة إلى أن نسبة الإشغال في هذه الفنادق كانت في موسم الصيف لا تتعدى الـ 10%.

يقول صاحب فندق في منطقة جونية الكسروانية، فضل عدم الكشف عن اسمه، «إن النازحين الذين قصدوا المنطقة ليسوا فيها للسياحة، لذا المراعاة في الأسعار أمر بديهي، وغرفة الفندق التي كان سعر الليلة فيها بين 220 و250 دولارا هي اليوم مع وجبة فطور بـ 190 دولارا».
ويضيف: «نحن كأصحاب فنادق نبكي معهم، والاستغلال غير وارد في مثل هذه الظروف لأن السوق مفتوحة، ومن يستغل النازح في أول ليلة وثاني ليلة سيخسره فيما بعد، وحكما سيدير ظهره ويغادر». وأكد أن «مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد» لا تنطبق عليهم اليوم كأصحاب فنادق، «كون أسعار الغرف مخفضة جدا بحكم الأوضاع».

الأكيد أن النازحين من الميسورين أدركوا طريقهم منذ لحظات المغادرة الأولى، فقصدوا الفنادق، ومن بينها فنادق أربع وخمس نجوم يقع بعضها في منطقة الاصطياف الشمالية إهدن، والتي امتلأت منذ الإثنين الفائت بنازحين جنوبيين وصل عددهم، على ذمة البعض، إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص.