كتبت لارا يزبك “المركزية”:
قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعد اجتماع في السراي امس “لا خيار لدينا سوى الدبلوماسية ومهما طالت الحرب سنعود إلى الـ1701 ولذلك فلنوفّر الدماء ولنذهب إلى الاتفاق والجيش اللبناني حاضر لهذا الأمر”، معتبراً أنّ “الوضع اليوم صعب ويجب أن نكون يداً واحدة لتمرير هذه المرحلة و”انشالله الله ينقذ هالبلد وتمرق هالمرحلة على خير”. تابع ميقاتي ” لبنان لا يزال يؤمن بالشرعية الدولية والأمم المتحدة في وقت غيرنا لا يؤمن إلا بشريعة الغاب والقوّة”. وعاد وكرر المواقف ذاتها هذه من عين التينة اليوم بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
تأتي هذه المواقف غداة انفجار الحرب الإسرائيلية الشاملة على لبنان، وقبيل انطلاق مساع دولية فرنسية قطرية مصرية من اجل منع تدهور الامور. لو قال ميقاتي ذلك، في ٨ تشرين، لربما ما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم، وفق مصادر سياسية معارضة. لكنه استسلم لمشيئة حزب الله بفتح الجبهة الجنوبية وضرب القرار ١٧٠١ عرض الحائط، على اي حال ان يأتي متأخرا خير من الا يأتي ابدا.
اليوم، تضيف المصادر لـ”المركزية”، كلام ميقاتي عن تنفيذ هذا القرار وعن استعداد الجيش اللبناني لتطبيقه، يؤسس لحل، وسيلاقي ويعزز المبادرة الخارجية المنتظرة للتسوية واسكات المدافع. لكن، ما تجب معرفته، هو هل ميقاتي يقول فعلا هذا الكلام مِن موقعه كرئيس حكومة لبنان وقد قرر ان يخرج من مربع المتفرّج الى مربع فرض هيبة الدولة وقرارها على الاراضي اللبنانية، وقد “تذكّر” انه في موقع مسؤول ويمكنه ان يتخذ قرارات ويتصرّف؟
ايضا، هل ان هذا الموقف منسق مع حزب الله، عبر الرئيس بري ، الذي بات مستعدا، اي الحزب، بعد مقتل امينه العام للتسوية ؟ ام ان ميقاتي، من خلاله، يجس نبض الحزب حيال العودة الى الـ١٧٠١ بعد ان خون الحزب على مدى شهور من طالبوا بالتقيد به ؟
في حال كان السيناريو الثاني هو الاكثر دقة، بناء على ما قاله نائب الامين العام للحزب نعيم قاسم اليوم لناحية استمرار الحزب في مساندة غزة، فإن ذلك يعني ان لبنان ذاهب نحو فصول اضافية من التصعيد والغارات والدمار، تختم المصادر.