IMLebanon

أصوات مُرعبة تُقلق اللبنانيين.. كيف نواجهها نفسيًا؟

تقرير مانويل مطر:

هروب ونوبات هلع، هكذا يمكن اختصار حياة اللبنانيين في الآونة الأخيرة، فمنذُ أن فُتحت “جبهة الإسناد” جنوبًا وصولًا إلى الأسابيع الأخيرة والتطورات المُقلقة التي أشعلت جبهة الحرب، يعيش اللبنانيون بحالة خوف متواصلة وترقب لما قد تصل اليه الأمور خصوصا بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وسلسلة الغارات العنيفة التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية.

من خرق جدار الصوت إلى الطيران المنخفض ودوي الانفجارات القوي، أصوات لم يعتد عليها اللبناني بالرغم من تكرارها، فكيف يمكن أن نتحصّن نفسيًا لهذه الفترة؟

كشفت الأخصائية النفسية كريستينا نخلة في حديث لموقع IMLebanon، عن أن بعض العوارض بدأت تظهر على اللبنانيين نفسيًا وجسديًا، مثل تغيّر نمط النوم ونمط الحياة، إضافة إلى غياب الإنتاجية والتعب الدائم، مشيرة إلى أن التعرض المستمر لعدم الاستقرار والخوف يوصل إلى الاكتئاب والقلق.

وتحدثت عن اضطراب ما بعد الصدمة الذي يمكن تشخيصه بعد شهرَين من الآن، وهو يسبب القلق الكبير والأحلام المخيفة، وتابعت: “هناك أيضًا صدمة ما بين الأجيال، أي الأولاد الذين لا يعلمون ماذا يحصل اليوم في لبنان، لكن أهلهم يعيشون الواقع، فيتأثرون بسبب التوتر الذي ينتقل بين الأجيال”.

كما لفتت نخلة إلى أنه يمكن أن نشهد ارتفاعًا بنسبة تعاطي المخدرات أو إدمان على الكحول بسبب هروب الأفراد من واقعهم.

وأضافت: “سوف نشهد مشاكل سلوكية أو صعوبة بالتعلم لدى المراهقين وهذه الأمور ستظهر في المستقبل حين يبدأ العام الدراسي حضوريا”.

إلى ذلك، أفادت بأن النفسانيين أو العاملين في المجال الصحي والصحافيين يصابون بالصدمة غير المباشرة بسبب رؤيتهم لمشاهد صادمة ومُرعبة.

في هذا الإطار، أشارت نخلة إلى وسائل تساهم بتخطي الصدمة أو التأقلم معها، مثل اليقظة الذهنية، أي التحدث عن الخوف الذي نعيشه والتعبير عن مشاعرنا، إضافة إلى التنفس العميق واسترخاء العضلات، وعند سماع الأصوات، يجب أن نركز على الواقع وهو أن الأصوات بعيدة وألا خطر مباشرًا علينا.

ولفتت إلى أن آلية التكيف تختلف بين الأفراد، فمن يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة لا يمكن أن يتأقلم مع الأصوات، لكن من لا يعاني من هذا الأمر، يمكن أن يعتاد عليها.

إلى ذلك، نصحت نخلة اللبنانيين بالتعبير عن شعورهم وخوفهم للأشخاص الذين يثقون بهم للتخفيف من حدة الحدث، كما يجب أن يبتعدوا عن الأخبار المقلقة مما قد يسبب القلق لهم، إضافة إلى استشارة اخصائي أو طبيب نفسي لمعرفة الخطة التي يجب اتباعها نفسيًا، مشيرة إلى أن مساعدة الآخرين مثل النازحين في هذه الفترة يمكن أن تخفف من وطأة الحدث.

في الختام، يعكس القلق والخوف الذي يعيشه اللبنانيون حالة من عدم الاستقرار النفسي والجسدي، ما يؤثر بشكل مباشر على نمط حياتهم. إن الاهتمام بالصحة النفسية في ظل هذه الظروف أصبح ضرورة لا غنى عنها، هو جزء أساسي من إعادة بناء الروح المجتمعية في مواجهة الأزمات المتكررة.