جاء في “الشرق الأوسط”:
تضيق المستشفيات في لبنان بالجثث، وتغصّ أماكن الإيواء بالنازحين الذين يفرّون من القصف الإسرائيلي، ويأتون إليها بشكل أساسي من الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب، بينما تحاول الدولة اللبنانية إدارة هذه الأزمة معتمِدةً بشكل أساسي على ما تتلقّاه من مساعدات طبية وإغاثية، كان آخرها تلك التي قدَّمتها فرنسا الاثنين.
وبينما يسجَّل يومياً سقوط عشرات الضحايا الذين لا يزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض، دعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، الاثنين، عائلات المفقودين جرّاء الغارات الإسرائيلية الأخيرة، للتوجّه إلى مراكز إجراء فحوص الحمض النووي، في ضوء وجود جُثث وأشلاء لم يتم تحديد هويات أصحابها.
وأوردت مديرية قوى الأمن في بيان: «في سبيل مساعدة أهالي المفقودين من جرّاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وبهدف تسهيل عمليّة التّعرف إلى الضحايا المفقودين مجهولي الهويّة، أو الأشلاء، تطلب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من ذوي المفقودين»، التوجه إلى مراكز تابعة للشرطة القضائية، بهدف «أخذ العيّنات اللازمة لإجراء فحوصات الحمض النووي».
وينشر مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات لمساعدتهم في العثور على أقاربهم، بينما أشارت «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أن برّادات مستشفيات عدة باتت تضيق بجثث قتلى لم تتمكن عائلاتهم من دفنهم، أو حتى التعرف إليهم.
وتشنّ إسرائيل منذ أسبوع غارات كثيفة غير مسبوقة على مناطق عدة بلبنان، منذ بدء التصعيد مع «حزب الله»، كان أبرزها، الجمعة، مع استهدافها المقر المركزي للحزب في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية، ما أسفر عن مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، وتسوية 6 أبنية على الأقل بالأرض.
وبينما قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في مؤتمر صحافي، السبت، إن هناك قتلى تحت الركام ومفقودين وأشلاء، أفادت بيانات رسمية لبنانية، الاثنين، بأن ما لا يقل عن 125 شخصاً قُتلوا جرّاء غارات شنّتها إسرائيل منذ صباح الأحد، وقال مسؤولون لبنانيون إن نحو 45 شخصاً قُتلوا، و70 آخرين أُصيبوا بجروح في هجمات إسرائيلية على عين الدلب شرق صيدا بجنوب لبنان.
وفي الإجمال، تخطّت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية منذ منتصف سبتمبر (أيلول) عتبة الألف قتيل.