IMLebanon

هكذا اخترق جواسيس إسرائيل “الحزب”

أكدت معلومات أن عمق وجودة المعلومات الاستخباراتية ساعدت إسرائيل على تحويل مسار الأمور ضد حزب الله، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز”.

وعلى مدى العقدين التاليين، قامت وحدة الاستخبارات الإشارية المتطورة 8200 في إسرائيل، ومديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لها، والتي تسمى “أمان”، باستخراج كميات هائلة من البيانات لرسم خريطة للميليشيات سريعة النمو في “الساحة الشمالية” لإسرائيل.

بدورها، أفادت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات السابقة، بأن هذا تطلب تحولاً جذرياً في نظرة إسرائيل إلى حزب الله، الحركة اللبنانية المسلحة التي استنزفت إرادة إسرائيل وقدرتها على التحمل في احتلالها لجنوب لبنان الذي دام 18 عاماً.

كما وسعت الاستخبارات الإسرائيلية نطاق رؤيتها لحزب الله برمته، حيث نظرت إلى ما هو أبعد من جناحه العسكري إلى طموحاته السياسية واتصالاته المتنامية مع الحرس الثوري الإيراني وعلاقة نصرالله مع الرئيس السوري بشار الأسد.

كذلك أضافت “يتعين عليك أن تحدد، بهذا المعنى، ما الذي تبحث عنه بالضبط. وهذا هو التحدي الأكبر، وإذا تم ذلك بشكل جيد، يسمح لك بالنظر إلى الأمر بكل تعقيداته، والنظر إلى الصورة الكاملة”، لافتة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تشير منذ ما يقرب من عقد من الزمان إلى حزب الله باعتباره “جيشاً إرهابياً”، وليس جماعة إرهابية “مثل أسامة بن لادن في كهف”.

من جهتها، أفادت رندا سليم، مديرة البرامج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، بأن سوريا كانت بمثابة بداية لتوسع حزب الله.

وقد أدى ذلك إلى إضعاف آليات الرقابة الداخلية لديهم وفتح الباب أمام التسلل على مستوى كبير.

كما خلقت الحرب في سوريا نافورة من البيانات، معظمها متاح للعامة لجواسيس إسرائيل.

وكان نعي القتلى الذين قضوا في سوريا، في هيئة “ملصقات الشهداء” التي يستخدمها حزب الله بانتظام، واحدة من هذه النوافير، التي كانت تتخللها قطع صغيرة من المعلومات، بما في ذلك البلدة التي ينتمي إليها المقاتل، والمكان الذي قُتل فيه، ودائرة أصدقائه الذين نشروا الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي.

أما الجنازات التي كانت أكثر كشفا، فكانت تجتذب أحيانا كبار القادة من الظل، ولو لفترة قصيرة.

إلى ذلك، رأى سياسي لبناني رفيع المستوى سابق في بيروت أن اختراق حزب الله من قبل الاستخبارات الإسرائيلية أو الأميركية كان “ثمن دعمهم للأسد”.

وقال “كان عليهم الكشف عن أنفسهم في سوريا”، حيث اضطرت المجموعة السرية فجأة إلى البقاء على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز الاستخبارات السوري، أو مع أجهزة الاستخبارات الروسية، التي كانت تخضع لمراقبة منتظمة من قبل الأميركيين.

وأضاف يزيد صايغ، مسؤول مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن عناصر الجماعة تحولوا من كونهم منضبطين للغاية ومتشددين إلى مكشوفين في سوريا.

وبمجرد تحديد هوية أحد عناصر حزب الله، يتم إدخال أنماط تحركاته اليومية في قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات، يتم سحبها من أجهزة قد تشمل الهاتف المحمول لزوجته، أو عداد المسافات في سيارته الذكية، أو موقعه.

كذلك يمكن التعرف على هذه المعلومات من مصادر مختلفة مثل طائرة بدون طيار تحلق فوق رأسه، أو من بث كاميرا مراقبة مخترقة يمر بها، وحتى من صوته المسجل على ميكروفون جهاز التحكم عن بعد في التلفزيون الحديث، وفقًا لعدة مسؤولين إسرائيليين.

إلى ذلك، أوضح مسؤول سابق بأن إسرائيل تمتلك الكثير من القدرات، وكميات كبيرة من المعلومات الاستخباراتية المخزنة في انتظار استخدامها، وكان بوسعها أن تستخدم هذه القدرات منذ فترة أطول أثناء هذه الحرب، لكنها لم تفعل.