كتبت جويل رياشي في “الانباء الكويتية”:
ازداد عدد النازحين بشكل كبير، وتكثف الطلب على وحدات سكنية، بعد فترة أمضى فيها قسم كبير من النازحين أياما بضيافة أقارب وأصدقاء، وباتت الحاجة الآن إلى سكن يوفر إقامة أطول.
وتوازيا، غصت مراكز الإيواء من مدارس رسمية ومؤسسات عائدة لدوائر الدولة اللبنانية وجمعيات إنسانية وحسينيات وكنائس ومساجد بالنازحين، فيما سعى الأوفر حظا ممن يحملون أوراقا نقدية من العملة الأجنبية إلى توفير سكن خاص. والبعض قصد سورية، معتبرا إياها ملاذا آمنا يجنبهم المضايقات وعدم اعتبارهم ضيوفا غير مرحب بهم، فضلا عن تكاليف أرخص بالإقامة، وغالبيتهم خبرها في حرب تموز 2006.
وشهدت القرى الشيعية في جرد جبيل ووسطه عودة للأهالي المتحدرين منها، والذين لطالما اتخذوا من مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت مكانا لسكنهم منذ عقود. بعض هؤلاء يملكون منازل في ضيعهم، فيما الغالبية نزلت بضيافة الأقرباء. وتكثف الطلب على وسائل التدفئة مع الدخول في فصل الخريف الأقرب إلى الشتاء في لبنان. وتولى متطوعون وشبان توزيع مساعدات غذائية وفرش وبطانيات أمنها «الحزب» لجمهوره ومناصريه.
ويواجه قاصدو القرى مشكلة في توفير المؤن لفصل الشتاء، ذلك أن متاجر المواد الغذائية الكبرى تغيب عن هذه القرى، حيث تنتشر بقالات صغيرة تؤمن ما يلزم من أغراض للحاجات المنزلية. كما تفتقد القرى الأفران تأمين الخبز، ما يدفع بالسكان الجدد إلى تخزين خبز يحصلون عليه من ساحل القضاء، فضلا عن غياب المولدات الضخمة التي توفر الكهرباء البديلة للخدمة المفروض الحصول عليها من شركة «كهرباء لبنان». وبادر عدد من الأهالي والنازحين إلى شراء مصابيح إنارة تعمل على تخزين الطاقة من البطاريات.
قصص النازحين كثيرة ومؤثرة تقابلها حملات المساعدة التي تظهر تضامنا واسعا في غياب خطة طوارئ حكومية قادرة على احتواء المأساة. ويبقى السؤال الراهن: إلى متى؟