كتبت بولين فاضل في “الأنباء الكويتية”:
شيء مهم استجد منذ واقعة قصف الجيش الإسرائيلي منزلا في بلدة بعذران في الشوف بجبل لبنان وسقوط ضحايا تبين لاحقا أن مسؤولا في «حزب الله» استأجره وأقام فيه مع عائلته النازحة.
واقعة أحدثت «نقزة» مبررة لدى أصحاب الشقق السكنية والشقق المفروشة، وجعلت «عيونهم عشرة عشرة» كما يقال للتقصي عن هوية طالبي الاستئجار.
وقال أمين سر نقابة الشقق المفروشة نبيه مغربي لـ«الأنباء»: «بعض أصحاب الشقق يخشون تأجيرها مخافة أن يكون هناك في المنزل المستأجر مطلوب على لائحة الاغتيال».
وأضاف: «ثمة ضرورة لوعي ويقظة كبيرين وتحقق دقيق من هوية المستأجر، ونصيحة النقابة للجميع كانت بعدم تأجير شباب بمفردهم أو من يأتي ويقول مثلا: هذه 5 آلاف دولار بس أجرونا الشقة… هكذا شخص «مش سائل ع فلوسه» يطرح علامات استفهام ويتطلب الحذر».
ومنذ بداية المد النزوحي من الجنوب قبل أسبوع، كانت وجهة البعض الشقق المفروشة في بيروت والمناطق الجبلية الآمنة، حتى بلغت نسبة الإشغال فيها لغاية اليوم بين 80 إلى 90%، ولكن بأسعار مخفضة جدا تحسسا مع أوضاع النازحين، كما يقول نبيه مغربي الذي يؤكد أن «قطاع الشقق المفروشة في الوضع الراهن خسارة بخسارة وما من ربح، لأن سعر التأجير يكاد يكون بقيمة الكلفة التشغيلية».
ويضيف: «قلة قليلة تستغل الوضع ومن يعمل تحت خيمة النقابة يتقيد بتعرفة وزارة السياحة التي توصي بـ80 أو 90 دولارا للشقة المفروشة في الليلة. ومن يصل إلى هذا المبلغ له الحق قانونيا، وبالمقابل بمقدوره التخفيض قدر ما يريد، وأكثرية أصحاب الشقق المفروشة تؤجر الغرفة الواحدة بين 20 إلى 30 دولارا في اليوم، وهي لشخصين مع ولدين أو ثلاثة، اما الشقة التي تتسع لأكثر فتصبح بـ 40 إلى 50 دولارا».
وبحسب مغربي، فإن «90% من النازحين يستأجرون لأيام قليلة او لأسبوعين، وقلة تستأجر لشهر أو أكثر علما أن كلفة إيجار الشقة المفروشة الكبيرة في المناطق الجبلية وفي الشهر تتراوح بين 1000 و1500 دولار».
الأكيد أن الفئة المرتاحة ماديا من النازحين ملأت الشقق المفروشة، وثمة من استأجر قبل شهرين منزلا في الجبل ووضعه جانبا لحالات الطوارئ حين تدق ساعتها، وقد دقت صبيحة الاثنين الماضي.
أسبوع ونيف مضى حتى اليوم على حرب لبنان الموسعة، والنازحون في الشقق المفروشة تعينهم دولاراتهم على إقامة يومية أو شهرية يأملون أن تقصر مدتها قدر الإمكان ليعودوا إلى بيوتهم إن لم تستحل أطلالا.