رأى رئيس لقاء “سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد أنه “وُلدت إرادة وطنية ضد الحزب، كما أن مقتل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله هو بداية تراجع النفوذ الايراني في المنطقة”، مضيفاً أن “رد إيران هو “رفع عتب”، وهذه الحرب طويلة، واعتبر أن نظرية توازن الرعب سقطت بدءا من البايجرز وصولاً لاغتيال نصرالله”، وفي ملف الرئاسة، قال: “كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري يعني تجاوز اسم فرنجية بالملف الرئاسي.”
وأوضح سعيد عبر برنامج “حوار المرحلة” على شاشة الـ LBCI، مع الاعلامية رولا حداد، أنه “عكس العديد من الناس، أرى أنه أمام لبنان والمنطقة مناسبة استثنائية، إذ نلاحظ وجود قرار سياسي كبير يتعلق بالمنطقة وبمراجعة الولايات المتحدة لسياستها في الشرق الأوسط”، لافتا إلى أن “الحزب أوصل إيران إلى البحر الأبيض المتوسط ونصرالله هدد البحر الأبيض وقبرص واوروبا وأصبح حجم الحزب أكبر من قدرة اللبنانيين على العيش مع مشروعه.”
وعن اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، أكد سعيد أنه “وُلدت إرادة وطنية ضد الحزب وأعيدت النظرة الأميركية للوضع، ومقتل نصرالله هو بداية تراجع النفوذ الايراني في المنطقة، في حين أن رد إيران هو “رفع عتب”، ولكن من الممكن أن حزب الله لا يزال يحتفظ بالصواريخ بعيدة المدى الأكثر تطورا.”
كما رأى أن “قرار اغتيال نصرالله ليس قرار إسرائيل فقط بل بعلم ايران، التي أعطت ما لديها، ونحن الآن بانتظار الرد الاسرائيلي، وأرى أن نتنياهو تحرر من القيود الاميركية، ففي عام 2003 حدد العالم مصدر القلق واعتبر أنه يأتي من فئة معينة في العالم وبالتحديد الإسلام السني.”
وتابع: “حزب الله تصرف بنشوة استثنائية وبالتالي ولدت إرادة وطنية ضده وتكاملت مع إعادة النظر الأميركية، والخدمات التي قدمها حزب الله والتي بدأت عام 1982 لم يقدمها أي حليف لإيران في المنطقة، فالنائب العام لحزب الله نعيم قاسم وايران خدما إسرائيل حين تم ربط حرب غزة بلبنان، وحين تم إبلاغ إسرائيل بالهجوم الايراني فقد الهجوم طابع المفاجأة.”
إلى ذلك، رأى سعيد أن “التطرف يجر التطرف والدم يجر الدم والتصعيد يجر التصعيد، ونتنياهو له مصلحة بالحرب في المنطقة ومن لا مصلحة له بالحرب عليه ألا يعطي نتنياهو ذرائع إشعال الحرب”، مضيفا: “الحزب أساء التصرف بدخوله الحرب و”ما ترك للصلح مطرح” مع العرب، فهو شعر بالقوة وسمح لنفسه أن يُغلب مصلحة إيران على مصلحة لبنان وأعلن أن تمويله كله من إيران وأصبح مصدر السلطات في لبنان بدلًا عن الدستور.”
وأردف: “لم أرَ بعد أي تغيير بموازين القوى العسكرية، فالتفاوت بموازين القوى هو لمصلحة إسرائيل ووحدة البلد مهمة جدًا اليوم وإنقاذ الجمهورية اللبنانية دقيق ومهم وظروف الـ2005 لا تشبه ظروف اليوم، والحرب طويلة ولن تنتهي قريبًا ونحن بزمن تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بعكس العام 2005 ونحن بحاجة لتفاهم وطني ولمبادرة عربية تحمي لبنان والجمهورية.”
كما أشار سعيد إلى أن “الطرف المسيحي عادة يبادر ويذهب باتجاه المسلمين لكن اليوم لا رئيس جمهورية في لبنان، ولا إمكانية لإنقاذ الحزب إذ أصبح هذا الأمر مستحيلاً بعد القرار الدولي الذي يقضي بتراجع نفوذه في المنطقة والممكن اليوم هو إنقاذ لبنان، لكن المصلحة اليوم هي إنقاذ لبنان وهناك قرار دولي بتراجع النفوذ الإيراني، ولبنان لا يتحمل المشاريع الكبرى والتطبيع خضع لمراحل طويلة ومن طبّع لم يطبع من باب خيانة ولا يمكننا نسيان الثمن الذي دفعته مصر على سبيل المثال والسلام مع إسرائيل تم بعد خسارات ودفعِ أثمان غالية.”
وتعليقا على رد ايران على اسرائيل واطلاقها صواريخ يوم أمس نحوها، لفت إلى أن “القبّة الحديدية تمكنت من التصدي لـ90 بالمئة منها، إذا لم يتبدل شيئاً بالموازين العسكرية، والتفاوت بموازين القوى اليوم أصبح لصالح إسرائيل اليوم، ونظرية توازن الرعب سقطت بدءا من البايجرز وصولاً لاغتيال نصرالله، فإنقاذ الجمهورية اليوم عملية دقيقة جداً وظروف الـ2005 مختلفة جداً عن الـ2024.”
وفي السياق، لفت إلى أن “هذه الحرب طويلة ونهايتها ليست بشهر أو اثنين، لكنها مناسبة للانتقال من مرحلة لمرحلة، ونحن بزمن تراجع النفوذ الإيراني بالمنطقة، والوقائع والظروف المحيطة في لبنان أدت لأن يتجرأ جنبلاط وميقاتي وبري للتحدث عن تغيير على أرض الواقع وبري اليوم يمثل المرجع الشيعي الذي لا يمكن تجاوزه.”
وأضاف: “بري يتحدث اليوم بهذه الطريقة لأن الوضع تغير بعد اغتيال نصرالله ونحن مستعدون لأن نلاقي بري على شرط التفاهم ألا شرعية لأي شيء يهدد العيش المشترك وألا سلاح خارج الدولة اللبنانية وأن مصلحة اللبنانيين أهم من الآخرين.ط
كما رأى سعيد أننا “لا نستطيع إنقاذ الحزب لكننا نستطيع إنقاذ لبنان، وهناك دستور وشرعية في لبنان ويجب تطبيق وثيقة الطائف، فسقطت معادلة قوة لبنان بمقاومته وسردية الحزب أنه يتولى حماية لبنان سقطت، وقوة لبنان بقيام دولة وتنفيذ اتفاق الطائف هو شيء لا يمكن أن نتزحزح عنه، إذ ان هناك فريق يقرر عنا ونتحمل مسؤولية قراراته ويُدمر كل شيء في لبنان وعلينا اليوم تطبيق القرارات الدولية وألا يكون هناك أي سلاح في لبنان خارج الشرعية.”
ورأى أن “اللقاء الديمقراطي حريص على عدم عزل أي فريق في لبنان، ولا يمكن أن تُبنى الجمهورية اليوم من دون الطائفة الشيعية لكن الأحداث الأخيرة أسقطت مقولة “توازن الرعب” وسقطت معه فكرة الأمن الذاتي، كما أن جنبلاط لعب دورًا أساسيًا بإعادة ترتيب الوضع الداخلي وعلى الأفرقاء المسيحيين أن تلاقي بري لكن ضمن شروط، ولا يمكن الشك بلبنانية جنبلاط وهو يميل لقضية فلسطين ويرى في هذه اللحظة أنه يجب تبريد العلاقة مع الحزب.”
إلى ذلك، أكد اننا “أصحاب مشروع إقامة لبنان وضُرب هذا المشروع من قِبل منظمة التحرير والنظام السوري وإيران، واستبدلنا في لبنان الاحتلال الإسرائيلي بالاحتلال الإيراني وهناك من يقول اليوم إن سلاح الحزب عليه أن يبقى فقوة لبنان بمقاومته انتهت.”
وحول موجة تفجيرات “البيجرز” في لبنان، سأل سعيد: “لماذا كان يحمل السفير الإيراني البيجر؟ وماذا كان يفعل مسؤول حرس الثوري الإيراني مع نصرالله في الضاحية؟”
كما حمّل القوات والكتائب وكل المعارضة مسؤولية عدم التنازل عن البلد وعن حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، إذ رأى أن “نتنياهو سوف يُتوّج ملكًا في إٍسرائيل نتجية الحرب الأخيرة، وأرى أن إسرائيل لن تحتل أراضٍ في لبنان.”
وحول ملف انتخاب الرئيس، أكد أن “كل العالم مُهتم اليوم بانتخاب رئيس ولن نُفوت الفرصة، وبري يُشكل اليوم محورًا لكننا لن نقبل ببقاء سلاح الحزب”، مشددا على أنه “لا يمكن فرض رئيس جمهورية علينا بل يجب التفاهم على شخصية تؤمن مساحة مُشتركة بين الجميع وتستطيع التفاعل مع كل الأطراف من أجل إنقاذ لبنان.”
كما رأى أن “الحزب عرقل انتخاب رئيس جمهورية حتى حادثة البيجر لكن اليوم يستعجل انتخاب الرئيس”، مضيفا: “أنا لا أبني بلدًا من دون الشيعة لكن لا يمكن أن تُبنى جمهورية مع بقاء سلاح الحزب، ودفعنا ثمن اتفاق الطائف عددًا كبيرًا من الشهداء وهذا الاتفاق وموقف السعودية بهذا الموضوع جيد.”
وأردف: “جوزيف عون “على راسنا” لكنني لا أعلم حيثيات معركته الرئاسية ويجب المحافظة على مؤسسة الجيش، وهو لا يعادي الثنائي الشيعي كما انه من الأسماء التي لا تستفز أحدًا ويمكن أن يجمع الأفرقاء، ولكن يجب وضع معركة الأسماء على جنب.”
أما عن استمرار ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة، أكد سعيد أن “فرنجية لم يغير خطه السياسي وهذا الأمر جيد، ولكن أقول له “ما بتقدر يا بيك تقعد ببنشعي وتترك غيرك يعمل معركة”، وكلام بري يعني تجاوز اسم فرنجية بالملف الرئاسي.”
وأضاف: “القوات رأس حربة المعارضة لكن المسؤولية مرتبطة بحجم التمثيل والمطلوب من القوات إيجاد حل، وعلى النواب الـ31 في المعارضة أن يجتمعوا بعد كل ما يحصل من البيجر والأحداث الأخيرة.”
وتابع: “تشقفنا على الطرقات” في 14 آذار وسامي الجميل لم يترك رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ولا رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض تركه، وعلى المعارضة أن تصدر خارطة طريق وأن يقولوا إنهم لا يريدون تحييد طائفة، لكن بالنسبة لنا لبنان أولًا ويجب تطبيق القرارات الدولية.”
ورأى سعيد أن “الظروف المأساوية التي نعيشها كلبنانيين ستسمح بتخطي العديد من العراقيل بالملف الحكومي والحقائب، وبري وميقاتي عملا كساعي بريد بين الحزب والمجتمع الدولي منذ بدء الحرب، وفهم الحزب موقعه الحالي ويطالب الجميع بإنقاذه لكن يريد حفظ ماء الوجه.”
وختم: “الرئيس اللبناني يأتي نتيجة توازنات دولية ولا يجب انتظار نهاية الحرب لانتخاب رئيس، وأنا لست مع طرح الفيدرالية، ووأوجه نداءً للأفرقاء أن يلاقوا مبادرة بري لكن بشرط تطبيق القرارات الدولية، فهو اليوم يمثل خشبة الخلاص لدى الشيعة ونحن مستعدون للحوار معه لكن على ألا نكون “كمالة عدد”.