تقرير ماريا خيامي:
وسط تصاعد الأوضاع الأمنية في لبنان، أصبحت المدارس أمام تحديات كبيرة نتيجة نزوح أكثر من مليون لبناني من المناطق الخطرة نحو المناطق الآمنة، واستقرارهم في المدارس الرسمية، ما أوقف التعليم كلياً.
هذا الامر دفع بالكثيرين نحو التساؤل حول مصير العام الدراسي وإمكانية ضياعه بالكامل، وسط رفض واسع للتعليم “أونلاين” الذي لا يلقى ترحيباً لا من الأهالي ولا من الأساتذة.
وفي هذا السياق، شدد نقيب المُعلِّمين في المدارس الخاصّة نعمة محفوض على “الإصرار على التّعليم الحضوريّ في المناطق الآمنة، لأن التعليم عن بعد “online” أثبت أنه غير مجد وغير منتج وفاشل تماماً”، مُشيراً الى أنّه يجب على جميع التلامذة الحضور إلى مدارسهم في المناطق الآمنة، فلا سبب يمنعهم عن ذلك.”
وأضاف أنه على “المدارس الرسمية الخالية من النازحين أن تفتح ابوابها بدوامات عدة، وذلك لتلبية تلامذتها من جهة، والنازحين من جهة أخرى، أو مثلا التعليم “يوم إيه يوم لأ”، وذلك من أجل الحفاظ على العام الدراسي لكلّ التلامذة من دون استثناء.”
من جهة ثانية، اقترح محفوض أن تفتح المدارس الخاصة أبوابها لتعليم النازحين بعد الظهر، قائلا: “على الجميع التضامن في هذا الوقت، والمدرسة الخاصة لن تخسر شيئا إذا ساعدت هؤلاء.”
كما واقترح أن يشرح الاستاذ للتلامذة في الصف، وتكون الكاميرا مسلطة عليه، في حين أن الآخرين يتابعونه حضورياً من المنزل، أو من الملجأ في حالة النازحين، وذلك في حال لم تنجح الحلول السابق ذكرها.
أما عن عدم امتلاك النازحين للحواسيب، أكد محفوض أننا “في ظرف إستثنائي وعلى الحكومة والوزراء تحمّل المسؤوليّة، وتأمين الكمبيوتر المحمول أو الـ ipad لكافة التلامذة النازحين.”
إلى ذلك، أوضح محفوض أن كل هذه الاقتراحات تهدف إلى عدم تضييع العام الدراسي، وإلى عدم حصول بعض التلامذة على التعليم وحرمان البعض الآخر منه، مشددا على أن هيئة الطوارئ الحكومية لم تقم بأي خطوة للمساعدة ولايجاد الحلول.
وسأل محفوض: “ألم يكن بإمكانهم اختيار أماكن للجوء غير المدارس؟ ماذا عن الفنادق الخالية؟ ماذا عن المدينة الرياضية التي تسع المئات؟ أنا لست ضد اتخاذ المدارس كملجأ، ولكنني ضد اتخاذها جميعها كملاجئ، في حين أن هناك خيارات أخرى كثيرة، لماذا عليهم دائما أن “يفشوا خلقهم” بالمدارس الرسمية؟”
تبقى هذه الاقتراحات مرهونة بالأحوال المستجدة، في ظل تعليق الآمال على تمرير هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة، وعدم خسارة العام الدراسي، في حين أن الواقع يعكس أزمة عميقة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم، فالملف التربوي هو من أهم الملفات، بحيث لا يمكننا إطلاق جيل وراء جيل من دون تعليم!