IMLebanon

وجوه الشؤم!

كتب ميشال طوق:

كنت أفضّل في هذه الظروف الصعبة العصيبة ألا نعلق على بعض المتسيسين الذين إجتمعت ظروف كثيرة لينقم الله علينا بثقل دمهم وجهلهم ووقاحتهم وبراعتهم في التنصل من مسؤولياتهم والتهرب من تحمل تبعات أعمالهم، هم الذين عاثوا فساداً وخرابا ونهباً بلبنان واللبنانيين ليصبحوا أكبر لصوص لأكبر سرقة حصلت في التاريخ.
المهم، ما زال هؤلاء يخرجون بتصاريحهم كأن كل ما يجرى من تحولات كبرى على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، لا وجود له في قاموسهم وما زالوا يظنون أن الدنيا تدور على محورهم.

هؤلاء الجهال الذين لم يتيقنوا وهم يمسكون بكل السلطات مع حلفائهم، بأن الإنهيار المالي والإقتصادي قادم لا محالة، وأن تحلل الدولة لا مفر منه بسبب أدائهم، وأن شريعة الغاب ستحل عند وضع القوانين في الثلاجة، وأن تشجيع وتأييد والإنبطاح أمام الدويلة سيؤدي الى دمار ما بقي ورائهم… ما زالوا لم يقرأوا بعد هذه التحولات الكبيرة في السياسات الدولية، التي ستؤدي في نهاية المطاف، وبما يعنينا كلبنانيين، الى بناء دولة حقيقية بكل مؤسساتها، وفرض سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية من دون إستثناء، ومنع أي سلاح خارج المؤسسات الأمنية الشرعية للدولة اللبنانية.

يجهد هؤلاء الى محاولة إيجاد مكان لهم في النظام الجديد القادم لا محالة، من خلال محاولة الإيهام بالتوافق والوحدة والوطنية… التي لا يعرفون عنها شيئاً، توافق حين يعجزون عن القيام بما يريدون، وحدة حين يشعرون أنهم مستهدفون، ووطنية حين تتخلى عنهم الدول التي ترعاهم… ومن خلال محاولة الإتفاق على الإتيان برئيس لهم اليد الطولى فيه، ليكونوا بأمان من المساءلة القادمة لاحقاً، وهذا ما لن يحصل أبداً بعد اليوم.

تلك اللغة الخشبية التي لم يتقنوا غيرها يوما، لم تنطلِ سابقاً ولن تنطلي حاضراً ولا مستقبلاً لا على الداخل ولا على الخارج، وكان عليهم أن يُظهروا تلك المرونة والحرص والغيرة عندما وضعوا أيديهم الشريرة على كل مفاصل الدولة بكاملها منذ الـ2011 الى اليوم، وكالثور الهائج أزالوا من طريقهم كل من كان يشكل خطراً على المسار التدميري الذي إرتضوه لأنفسهم.

اليوم يا وجوه الشؤم لم يعد صالحاُ لا للتملق ولا لإصطياد الفرص وطبخ الصفقات الذي إعتدتم عليه لعشرات السنوات وكانت نتائجه كارثية لم يسبق لها مثيل.
نصيحتنا لكم جميعاً يا من نهبتم شعباً وخربتم ودمرتم وطنا بأكمله، الحرب ستنتهي عاجلاً أو آجلاً، ويوم الحساب آت لا محالة، ويوم العدالة لن يستطيع أحد أن يتفلت منه، فكروا بكل ما قد تستطيعون فعله من اليوم الى ذلك الحين ليكون عنصر رأفة بكم أمام من سيحمل سيف العدل ليحكم بالعدل على كل الإرتكابات – الخطايا التي إقترفتموها، وكل ما عدا ذلك من سعدنات وتهريجات وتكاذب وتحايل… لن يغير شيئاً في مصيركم الأسود.