IMLebanon

الرد الإيراني أعطى نتنياهو الفرصة الذهبية لضرب إيران؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

خالف الرد الصاروخي الايراني على إسرائيل، انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران، والامين العام لحزب لله حسن نصرلله بالضاحية الجنوبية لبيروت، كما ورد في تبريرات النظام الايراني، توقعات معظم المراقبين الذين استبعدوا قيام طهران باي رد فعل عسكري على عمليتي الاغتيال لسببين رئيسين، اولهما المحافظة على خطوط التواصل القائمة مع الاميركيين، في إطار السياسية التي ينتهجها النظام الايراني للانفتاح على واشنطن، على أمل أن يؤدي ذلك إلى مرونة اميركية في التوصل إلى تسوية مقبولة للملف النووي الايراني، الذي انسحبت منه الادارة الاميركية في عهد الرئيس السابق دوناد ترامب، تمهّد الطريق لرفع العقوبات الاميركية والغربية المفروضة على ايران، والتي انهكت الاقتصاد الايراني، والسبب الثاني عدم اعطاء اي ذريعة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لضرب ايران واستهداف المنشآت والمرافق الحيوية فيها، وخصوصا مواقع المنشآت النووية، والتي لطالما ابدى رغبته باستهدافها وتدميرها لمنع النظام الايراني من امتلاك السلاح النووي، يهدد به الدولة العبرية ودول المنطقة.

بعد الضربة الصاروخية الايرانية لإسرائيل، والتي ارادها النظام لاعادة رفع معنويات انصاره ومؤيديه، وحفظ ماء الوجه بالمنطقة، بعدما اتهمه كثيرون بالتخلي عن حزب لله والمقاومة في لبنان، اثر اغتيال قادة الحزب وضرب مراكزه ومواقعه على طول الاراضي اللبنانية، علت اصوات نتنياهو والقادة السياسيين والعسكريين، بتوجيه ضربة إسرائيلية واسعة النطاق وموجعة ضد ايران، انقسمت اراء المراقبين بامكانية تنفيذها، بين من يعتبر ان الرد الإسرائيلي اصبح بحكم الأمر الواقع، وينتظر التوقيت المناسب، لانه يشكل فرصة ثمينة، ولايمكن تفويتها، فيما الرأي الآخر، يستبعد ان يحصل اي رد عسكري إسرائيلي مدمر ضد النظام الايراني، على ان يقتصر الامر على استهداف محدود، بالاغتيالات وتفجير مواقع حساسة، كما كان يحدث في العقدين الماضيين، خشية تهديد النظام نفسه امام الايرانيين انفسهم، لان استمرار هذا النظام الذي شكل رأس حربة في تدمير العراق وسوريا ولبنان واليمن، واستنزف موارد الدول الخليجية في حرب اليمن، يشكل مصلحة مشتركة مع إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية في المنطقة، كما دلت وقائع الامور على الارض.

ولكن رغم انقسام التوقعات حول الرد الإسرائيلي المحتمل ضد ايران، تبقى تهديدات رئيس الحكومةالإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر انشغال الادارة الاميركية بالانتخابات الرئاسية الاميركية حاليا، واضطرارها للوقوف معه، خشية تأثر نتائج الانتخابات بتداعياتها، فرصة ذهبيه امامه لتوجيه ضربات قوية وموجعة، الاكثر ترجيحا، من الامتناع عن الرد، لانها قد لاتتكرر مرة ثانية، فيما التباين الحاصل حاليا، حول استهداف المواقع والمفاعلات النووية، ام تحييدها عن الرد المتوقع.