كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
أجمع زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أنهم لمسوا خلال اجتماعهم معه مرونة أكثر في اتجاه الملف الرئاسي، وأنه لم يَعُد متمسّكاً بالحوار كما في السابق شرطاً أساسياً لانتخاب رئيس الجمهورية. الخطوة إيجابية مسهلة لو انه لم يستتبعها، بشرط تأمين 86 أو 95 صوتاً في البرلمان من أجل تحقيق إجماع على رئيس توافقي من الجميع. فهل من شأن ذلك تسهيل مسار انتخاب رئيس للجمهورية ام عودة لنقطة البداية؟
النائب غسان سكاف يقول لـ”المركزية” “اجتمعت مع الرئيس بري منذ يومين، وبناء على البيان الذي صدر بعد اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، هذا البيان الذي شكّل نقطة تحوّل إذا صحّ التعبير، في المواقف السابقة. بناء عليه، اجتمعت بالرئيس بري لنرى هل يمكن البناء عليها. لكن هذه المعطيات الجديدة حتى اليوم ليست كافية، من دون التشاور مع كل الأفرقاء. لذلك أخذت على عاتقي الاتصال بكل الأفرقاء الذين اعتدت الاتصال بهم في المبادرات الرئاسية التي قمنا بها سابقاً”.
ويشدد سكاف على ان “علينا الاستثمار في الاستحقاق الرئاسي من أجل إعادة انتظام المؤسسات الدستورية. علينا التوافق على رئيس بشكل اجماعا وطنيا، وهذا ما جاء تقريباً في البيان الذي صدر عن الاجتماع الثلاثي. باختصار، وكأن هناك استبدالا للحوار بالـ86 صوتاً على الأقل، ما يعني ان ما يطرحه الرئيس بري وما طرحه الثلاثي هو التفاهم المسبق على اسم الرئيس قبل الانتخاب. لا مانع من التفاهم على اسم معين، وقد يكون من الأفضل ان نتفاهم ونصل الى اسم واحد. وفي حال لم نصل إليه بعد الاتصالات التي سنقوم بها، يمكن أن نذهب الى خيارين أو ثلاثة، ثم نتوجه الى جلسة نيابية”.
ويشير سكاف إلى أنني “لمست من اجتماعي مع الرئيس بري ليونة، لكن فصول هذه الليونة لم تكتمل بعد. المفاجأة كانت ان زيارة وزير الخارجية الايراني الى بيروت عباس عراقجي فرملت بعض الايجابيات، التي لمسناها في البيان الذي صدر، بغض النظر عن الفرملة في الايجابيات في الموضوع الرئاسي، فإن تصريحه من بيروت بأن وقف إطلاق النار هو بيد ايران وان لا فصل بين غزة ولبنان، أعطى برأيي تبريراً لاسرائيل لمواصلة عدوانها. هذه الازدواجية الايرانية يدفع ثمنها لبنان، بعد ان دفع ثمنها غالياً جداً “حزب الله” نفسه. وكأن ايران تريد ان تقاتل بالفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين. وعندما تقرر التزاجل بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، وتقترب من دوائر الخطر الحقيقي، فإنها تلعب وفق قواعد المناورات التي تجنبها الحروب المباشرة على أرضها وناسها الايرانيين، وكأن ايران اليوم تقدّم لبنان فدية عن الآخرين، على مذبح الحرب المدمرة التي تحصل”.
ويضيف: “علينا ان نذهب الى تفاهمات داخلية لا الى استنتاجات في نتائج هذا الحل، وان نحاذر الاستناد الى تفاهمات خارجية، خاصة وأننا نرى العالم اليوم، إما صامتاً وإما متواطئاً. اتحدث عن هذا الامر، لأن عراقجي خلال زيارته، أجرى ربطا معينا بين انتخاب رئيس للجمهورية وغزة والحرب في لبنان، والتي علينا نحن ان نفصل ونذهب فورا الى انتخاب رئيس للجمهورية”.
ويكشف سكاف أننا “نقوم بمساعٍ بعيدا من الاضواء، فقط اجتماعي مع الرئيسين بري وميقاتي كان علنيا، تابعنا الاتصالات بالامس وسنتابعها اليوم وغدا مع الاطراف الاخرى، وسنقوم بالاتصال ايضا بالسفراء المعنيين والدوائر المعنية بالازمة اللبنانية من أجل فصل الرئاسة عن الحرب في الجنوب”، مشيراً إلى ان “بغض النظر عن هوية الرئيس الجديد، فإن مسارعة اللبنانيين الى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة من دون ثلث معطل، سيقنع اسرائيل بوقف الحرب وايجاد تسوية سياسية تشمل ترتيبات جديدة في الجنوب، ومن دون الحاجة الى إصدار قرار جديد غير الـ 1701.
ويعرب سكاف عن خشيته من ان “التدمير الممنهج الذي ينتهجه العدو تكتيكياً وتدميريا ًوتهجيرياً للجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع هدفه إعاقة إعادة النازحين الى ديارهم، وعندما تتعب اسرائيل من القصف او تُلزَم بوقف إطلاق نار بقرار دولي من مجلس الأمن، ستلجأ إلى إدارة نزاع داخلي بين النازحين والمضيفين. هذا النزاع سهل التفجير، وعودتنا عليه اسرائيل تاريخياً، خاصة في ظل أوضاع أمنية واجتماعية واقتصادية غير مستقرة. لذلك، على الدولة ان تتحرك بهذا الاتجاه، ربما عبر إعلان حال طوارئ ونشر الجيش في الداخل تمهيدا لنشره في الجنوب. نحن في لبنان لا نتمتع بترف تضييع المزيد من الوقت، خاصة وان وجودنت على المحك، لذلك على كل مكونات الوطن إنجاز الاستحقاق الرئاسي فوراً”.