كتبت بولين فاضل في “الأنباء الكويتية”:
لا يختلف سيناريو غزة عن سيناريو لبنان في الاعتداء الإسرائيلي الصارخ على القطاع الصحي والاستشفائي، وآخر تجلياته استشهاد 3 أطباء وأكثر من 130 شخصا في القطاع الصحي من مسعفين وممرضين وإداريين، وتخطي عدد الجرحى فيه 150 شخصا من بينهم 3 أطباء في العناية الفائقة بين الحياة والموت.
إلى ذلك، استهدفت إسرائيل حتى اليوم أكثر من 100 سيارة إسعاف، وتم التعرض لـ 12 مستشفى خرجت أربعة من منها عن الخدمة في الجنوب هي: مستشفى مرجعيون، مستشفى صلاح غندور في النبطية، مستشفى تبنين ومستشفى بنت جبيل، علما أن وزارة الصحية مع التقنيين يعملون على مدار الساعة لصيانة الأجهزة المتضررة في المستشفيات لإعادتها إلى الخدمة في أسرع وقت.
وقال نقيب الأطباء في لبنان البروفيسور يوسف بخاش في حديث إلى«الأنباء»: «ما يقوم به العدو من قصف للطواقم الطبية والمنشآت الاستشفائية وسيارات الإسعاف، هو انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف التي تنص على تحييد المدنيين من ساحة الصراع».
وأشار إلى «مسار قانوني بدأت تسلكه نقابة الأطباء ووزارة الصحة لتقديم شكوى أمام الهيئات الدولية المعنية».
وعن القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي والاستشفائي، قال البروفيسور بخاش: «هذا القطاع يعيش على إيقاع التطورات ساعة بساعة. لكن الوضع الصحي لا يزال تحت السيطرة نوعا ما بفضل السياسة المتبعة، وهي سياسة استيعاب الصدمات على مساحة كل المستشفيات، وبالتالي استيعاب الجرحى وتقديم المعالجات والجراحات الأولية لهم قبل توزيع الإصابات على المستشفيات البعيدة عن الخطوط الأمامية، والمستشفيات غير الجامعية للحفاظ على القدرة الاستيعابية، فضلا عن عملنا في النقابة ووزارة الصحة مع المنظمات غير الحكومية مثل الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود على إنشاء فرق نقالة مؤلفة من أطباء وممرضين تجول على مراكز الإيواء، لتشخيص أي وباء ومشكلة صحية وكسر حلقة الانتشار لتفادي أي كارثة صحية إضافية نحن في غنى عنها».
كما تحدث نقيب الأطباء عن «مراكز تخصصية تم اعتمادها لمتابعة الجرحى، كما حصل في مستشفيي رفيق الحريري وبعبدا الحكوميين»، مثنيا على «اتصالات تلقيتها من أطباء أجانب من أصول لبنانية وأطباء عرب لتوظيف قدراتهم لصالح هذه المراكز، في موازاة المساعدات الطبية من دول عربية وغربية ومنظمات إنسانية عبارة عن مستلزمات وأدوية يتم توزيعها على المستشفيات».
وعما إذا كان مخزون المستشفيات الطبي يكفيه لمدة طويلة، أوضح النقيب بخاش أنه «يكفي أقله لـ 3 أو 4 أشهر، لكن الأمر مرتبط أيضا بحجم الضربات والإصابات».
في حصيلة لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ اندلاعها قبل سنة وحتى كتابة هذه السطور، أكثر من 2100 شهيد و10 آلاف جريح، وانتهاكات إسرائيلية لا تعد ولا تحصى للاتفاقات الدولية التي ترعى الحماية الإنسانية للمدنيين والجرحى والمستشفيات المدنية. والى حين ردع إسرائيل عن جرائمها، سنظل نحلم ونقول: تصبحون على عالم للإنسانية فيه معنى!