يخضع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، للاستجواب من قبل السلطات الإيرانية، في قضية اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، كما نشر موقع “جنوبية”.
وبعد تقارير من إيران على إنه بصحة جيدة وسيتسلم وسامًا قريبا من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، كشفت مصادر إنه على قيد الحياة ولم يتعرض لأذى، لكنها أشارت إلى معلومات خطيرة بشان وضعه الأمني.
وكتب موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الذي استقى معلوماته من 10 مصادر إيرانية وعراقية ولبنانية، بما في ذلك شخصيات شيعية بارزة ومصادر مقربة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، فتح الأخير منذ 27 أيلول، تاريخ اغتيال نصرالله، تحقيقات في كيفية تمكن إسرائيل من اختراق القيادة العليا للحزب اللبناني وتحديد مكان وزمان العثور على نصرالله.
تزامنا، نقلت قناة “سكاي نيوز عربية” عن مصادر إيرانية تأكيدها “إصابة قاآني بأزمة قلبية ونقله للمستشفى أثناء التحقيق معه بشأن تعرضه للاختراق” من قبل إسرائيل.
وقالت المصادر لموقع “ميدل إيست آي” أن قاآني، أحد كبار الجنرالات في إيران، وفريقه قيد التحقيق حاليا بينما يبحث المحققون عن إجابات.
وقد تفاقمت الشكوك في احتمال تعرض كبار القادة الإيرانيين للخطر عندما تم الهجوم على اجتماع مجلس شورى حزب الله في 4 تشرين الأول الجاري، ترأسه الخليفة المحتمل لنصرالله، السيد هاشم صفي الدين. كانت الغارات قوية لدرجة أن إسرائيل ألمحت إلى نجاح اغتياله، فيما لم يؤكد حزب الله رسميا هذه المعلومات.
وصل قاآني إلى لبنان بعد يومين من اغتيال نصر الله، برفقة العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني وشخصيات أخرى “لتقييم الوضع على الأرض”، وفقًا لمصادر “ميدل إيست آي”.
لكن بعد الهجوم على صفي الدين، انقطع الاتصال به لمدة يومين، كما أضافوا.
تزايدت التكهنات عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام بأن قاآني أصيب أو قُتل في القصف الإسرائيلي المستمر للضاحية الجنوبية لبيروت.لكن مصدرًا في الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين عراقيين كبار أخبروا ميدل إيست آي أن قائد فيلق القدس لم يُصب ولم يكن مع صفي الدين في اجتماع مجلس الشورى.
وقال قائد فصيل مسلح مقرب من إيران لـ”ميدل إيست آي”: “لدى الإيرانيين شكوك جدية في أن الإسرائيليين تسللوا إلى الحرس الثوري الإسلامي، وخاصة أولئك الذين يعملون في الساحة اللبنانية، لذا فإن الجميع قيد التحقيق حاليًا”.
وأضاف “لا شيء مؤكد في الوقت الحالي. التحقيقات لا تزال جارية وكل الاحتمالات مفتوحة”.
كما ركزت التحقيقات الإيرانية في الظروف المحيطة بوفاة نصرالله على التحركات الأخيرة للعميد عباس نيلفوروشان، قائد فيلق القدس في لبنان وسوريا الذي قُتل إلى جانب زعيم حزب الله.
بدأ نيلفوروشان الإشراف على العمليات في سوريا ولبنان بعد مقتل سلفه العميد محمد رضا زاهدي في غارة إسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في نيسان.
وقال مصدران مقربان من حزب الله ومصادر عراقية مطلعة على الأحداث لـ“ميدل إيست آي” إن نصر الله كان خارج الضاحية الجنوبية لبيروت في الليلة التي سبقت استشهاده، لكنه عاد إلى المنطقة للقاء نيلفوروشان والعديد من قادة الحزب في غرفة العمليات المحصنة المعتادة.
وقال المصدران إن نيلفوروشان، الذي سافر إلى بيروت في ذلك المساء من طهران، نُقل مباشرة من الطائرة إلى غرفة العمليات تحت الحي السكني في حارة حريك. ووصل إلى هناك قبل نصر الله.
وقالت المصادر إن الضربة التي استهدفت الاجتماع وقعت بعد وقت قصير من دخول نصر الله إلى الغرفة. كما صرّح مصدر مقرب من حزب الله لموقع ميدل إيست آي: “كان الاختراق إيرانيًا بنسبة 100٪ ولا شك في هذا الجزء”.
أيضا، وبحسب مصادر مقربة من حزب الله فإن قاآني كان في لبنان وكان من المتوقع أن يحضر اجتماع مجلس الشورى بدعوة من صفي الدين في يوم الغارات العنيفة على المريجة في الضاحية الجنوبية.
لكن قاني اعتذر وانسحب من الاجتماع قبل وقت قصير من بدايته، على حد قولهم.
وقال مصدر مقرب من حزب الله: “استهدفت إسرائيل مكان هذا الاجتماع بغارة كانت أكبر وأقسى من الغارة التي استهدفت نصر الله. كان رأس صفي الدين هو المطلوب، وليس أي شخص آخر”.
وأضاف “دُعي قاآني إلى هذا الاجتماع وفي ظل الظروف الحالية كان يجب أن يكون حاضرًا”.
ولم يتضح بعد مكان قاآني الآن. وتقول ثمانية مصادر إنه في طهران لكن آخرًا قال إنه ما يزال في بيروت.
ووصفت مصادر لبنانية وعراقية قاآني بأنه “قيد الإقامة الجبرية” وقالت إنه يخضع حاليا للاستجواب من قبل شخصيات تحت الإشراف المباشر للمرشد الأعلى خامنئي.
وقال قائد فصيل مسلح مدعوم من إيران لـ”ميدل إيست آي” إن اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في 31 تموز في طهران، زاد من الشكوك في تعرض قوات الأمن الإيرانية لاختراق خطير.
وتابع قائلا “يحاول الإيرانيون الآن تحديد مدى الاختراق ومصدره. تشير العلامات إلى أن المصدر هو الحرس الثوري، لكن من غير الممكن التأكد في هذه المرحلة”.
كما ختم قائلًا “كل ما يمكن قوله الآن هو أن الاختراق كان كبيرا جدا، والخسائر التي تسبب فيها أكبر بكثير مما كان يمكن لأي شخص أن يتوقعه”.