كتب أنطوان صعب في “اللواء”:
تشير أوساط مطّلعة إلى أن التعقيدات تواجه أي مسعى للوصول إلى وقف لإطلاق النار، لا سيما الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى وزير الخارجية عبدلله بو حبيب وسائر المعنيين عبر الصداقات بين بعض المسؤولين اللبنانيين والأميركيين والبريطانيين والفرنسيين وسواهم، لكن وفق المعلومات فواشنطن ليست بصدد إرسال آموس هوكشتاين موفدها إلى المنطقة ومبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بيروت وتل أبيب، لأن هناك دعما أميركيا لها مع اقتراب الانتخابات الأميركية أي ليست هناك مساعٍ جديّة لوقف إطلاق النار، وإن كان ثمة ضغوطات من واشنطن على رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، إلّا أنها ليست جديّة، وبالتالي العدو أخذ قراره بعملية برية محدودة لتحقيق أهدافه، والأمور أصبحت استحالة الوصول إلى أي هدنة، ما يؤكد المؤكد بأن القرار الإسرائيلي نحو عملية برية محدودة، وبعدها لإنشاء منطقة عازلة، وتأتي المفاوضات لاحقاً، إنما بشروط مغايرة، ولم يعد للقرار 1701 أي جديّة بالوصول إلى آليات تطبيقية، لأن الأمور صعبة ومعقّدة كثيراً على هذا الصعيد بعد العمليات الإسرائيلية والدور الذي وصل إليه حزب لله.
بمعنى العدو يسعى لفرض شروطه، ما يدركه المفاوضون اللبنانيون، وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقى بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، كان حاسماً معه في ضرورة أن تكون إيران متهيّبة ومقدّرة للموقف اللبناني وما يعانيه البلد، حيث هناك بيئة دُمّرت بأكملها ولا يجوز البقاء الأمور على ما هي عليه.
ومن هذا المنطلق فالاتصالات التي يقوم بها رئيس المجلس مع كتلة الوفاء للمقاومة، أدّت إلى صدور موقف للنائب حسين الحاج حسن، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار، وهذا الموقف يُبنى عليه، وإن كان لم يشِر إلى أي مسعى من أجل فصل مسار لبنان عن غزة، لكن موقفه يعتبر متقدماً يصدر للمرة الأولى عن مسؤول في حزب لله، وهذا دليل واضح وقاطع بأن حزب لله بدأ يتيقن صعوبة الوضع ولا يمكنه السير في المساندة والمشاغلة، بل السعي لفصل المسارات، ما يتولّاه رئيس مجلس النواب، والسؤال هل قرار الحزب الذي صدر عن النائب حسين الحاج حسن، هو قرار مركزي من قبل الحزب أم شخصي؟
هنا ينقل بأنه لا يمكن أن يتخذ هذا الموقف من تلقاء نفسه، ولهذه الغاية فالساعات المقبلة حاسمة، فهل يكون لحزب لله موقف كبير على مستوى المرحلة ويأتي في سياق المواقف التي تدعو لوقف إطلاق النار وليس إلى الفصل؟ ما يدلّ ويؤكد في هذه الظروف بأن المرحلة متجهة إلى الميدان وبعدها تأتي الاتصالات والمفاوضات الجديدة.