كتب شربل مخلوف في “المركزية”:
مع اشتداد وتيرة القصف الاسرائيلي على المناطق اللبنانية كافة وصولا الى الشمال، تقوم جهات مجهولة بإرسال رسائل من ارقام اجنبية إلى رؤساء بلديات ومسؤولين محليين تطالبهم بإخلاء شوارع محددة فورا، تحت ذريعة وجود مسلحين تابعين لحزب الله داخل مبنى أو مدرسة، علما أن بعض هذه البلديات محسوبة سياسيا على احزاب تناهض سياسة محور الممانعة،وقد سجلت اكثر من واقعة مساء امس بين سن الفيل وبلونة وقبلهما في الحدث ومناطق اخرى، ما خلق حالا من الهلع بين السكان الذين غادر بعضهم منازلهم خشية ان تصدق الاتصالات فيما بقي آخرون رافضين تصديق التحذيرات باعتبار ان من يستهدف شخصية من الحزب لا يعلن عنها مسبقا.
التهديدات الاسرائيلية تكثفت اخيرا وتحديدا على لسان بنيامين نتياهو الذي قال انه سيواصل ضرب حزب الله في كل انحاء لبنان وفي بيروت أيضا، وذلك ردا على استهداف القاعدة العسكرية في حيفا من قبل الحزب.
ازاء هذا الواقع لا بدّ من السؤال حول ما اذا كانت اسرائيل انتقلت الى استراتيجية الترهيب النفسي للبنانيين بهدف منعهم من استقبال النازحين من بيئة حزب الله واذلالهم من خلال تشريدهم على الطرقات؟
يقول العميد المتقاعد خليل الحلو عبر “المركزية” ان العديد من الرسائل التي تلقاها بعض رؤساء البلديات كانت من قبل أشخاص مراهقين وبعض النازحين السوريين حيث كان الهدف منها السخرية، فقد شهدنا هذا النوع من التبلغيات في الجنوب والبقاع، ولكن بسبب استخدامهم لأرقام هواتفهم الشخصية تمكنت الاجهزة الامنية من القاء القبض عليهم”.
ويضيف: ” لا اعلم اذا كانت موجة الاتصالات التي تلقتها بعض المناطق تطالب بإخراج النازحين من مدارسهم مصدرها من إسرائيل أو من عملائها بالداخل لكن على الرغم من ذلك هدف اسرائيل الأساسي هو زرع الشقاق والشرخ بين مكونات الشعب اللبناني كافة”.
عن الأشخاص الذين نزحوا، يوضح أن هؤلاء بمعظمهم منكوبون، لذلك لم يأتوا بكامل إرادتهم الى المناطق الأخرى، مشيرا إلى أنهم لن يقبلوا أن يجلسوا في غرفة صغيرة أو مدرسة لا يوجد في داخلها حمام أو مطبخ، علما ان الاشكالات التي تحصل هي بين النازحين بعضهم البعض وليس بينهم وبين أبناء المناطق المضيفة.
حول موجة استئجار الشقق، يكشف أن بعض المالكين يتخوفون من تأجير شققهم لبعض النازحين بسبب تواجد عناصر او مسؤولين من حزب الله بين العائلات النازحة مما يؤدي إلى استهداف المبنى بأكمله من الطيران الاسرائيلي، لافتا إلى أن هذا الامر حصل في غزة عندما تم استهداف قادة حماس مع عائلاتهم.
ويضيف: ” على الصعيد السياسي الاسرائيلي، يطلب كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتناهيو والمتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي ادرعي من اللبنانيين بأن يتقاتلوا في ما بينهم لأنهما يعتبران حزب الله في أضعف احواله، لذلك لا اعتقد ان أي مسؤول لبناني اكان في السلطة او خارجها في وارد الدخول في نزاع داخلي مع حزب الله ليعالج مشكلة اسرائيل “.
ويختم: ” ثمة وعي كاف لدى كل المسؤولين اللبنانيين بعدم الانجرار إلى نزاعات داخلية او الدخول في حرب أهلية. اما الاهالي فيجب أن يتنبهوا من هذه الاتصالات ولا ينجرّوا خلف الإدعاءات الكاذبة”.