كتب أنطوان صعب في “اللواء”:
بدأت الاتصالات الداخلية على أعلى المستويات، لتطويق أي خرق قد يحصل في البلد، وخصوصاً على المستوى الأمني الداخلي والسلم الأهلي، بعد سلسلة أحداث جاءت على خلفية التعدّيات على الأملاك الخاصة والعامة، ومن ثم أزمة النزوح التي كانت مفاجئة، وبأعداد كبيرة وما أدّت إليه من خلل اجتماعي بنيوي، ما تطلّب جهداً سياسياً كبيراً لاحتواء الوضع عبر الدور الأمني البارز لكل الأسلاك العسكرية دون استثناء.
وتشير مصادر سياسية مطّلعة إلى أن قمة بكركي الروحية اليوم، سيكون لها دورها ووقعها في التهدئة، من أجل خطاب وطني جامع يؤدي إلى تنفيس الاحتقان السياسي والطائفي والمذهبي، وصولاً إلى إتصالات تجري بعيداً عن الأضواء بين كافة القوى السياسية والحزبية للوصول للتهدئة وعدم ذهاب الأمور إلى أي مكان آخر.
أما على الخط الميداني والديبلوماسي، فالجميع وفق مصادر دبلوماسية غربية، يترقّب ما سيقدم عليه العدو الإسرائيلي، وهل يردّ على إيران بشكل عنيف وبغطاء أميركي ودعم لوجستي واستخباراتي؟
حينها قد تفلت الأمور من عقالها ويدخل البلد في أزمة كبيرة، حيث الساحة اللبنانية الحلقة الأضعف، ويحصل التصعيد الإسرائيلي الإضافي ويرتفع منسوبه، أم أن الضربة الإسرائيلية لطهران سيكون متفق عليها؟
هنا تعرب المصادر عن قلقها ومخاوفها، على اعتبار أن إتصال الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعد أشهر من الإنقطاع بينهما، وفّر للأخير بحسب المصادر الغطاء ليستمرّ بالعدوان على لبنان وغزة، وتحديداً في لبنان، ما سيؤدي إلى تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، وصولاً إلى أن أي عملية عسكرية تجاه إيران، ستؤدي إلى رد مضاد ويردّ للكيان الإسرائيلي في لبنان وهكذا دواليك، ما يعني البلد حتى الساعة في حالة صعبة وكل المخاطر تحيط به، ولو أن الاتصالات الديبلوماسية فاعلة، لكنها لم تؤدِّ إلى أي نتيجة قبل حصول التصعيد الكبير، وعندها تبدأ المفاوضات، ولهذه الغاية الأجواء غير مُهيّأة ديبلوماسياً وميدانياً بإنتظار الأيام القليلة المقبلة التي ستوضح المسار إقليمياً ودولياً، وخصوصاً ما يتعلق بالضربة الإسرائيلية لإيران وتداعياتها على الساحة اللبنانية.