تحقيق:
مع احتدام المعركة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، بدأت إسرائيل تلجأ الى أسلحة ووسائل محرمة دوليا حيث باتت تستخدم الفوسفور الأبيض على نطاق واسع في مناطق لبنانية مختلفة، ما يعرض المدنيين للمزيد من الخطر وسط القصف والحرب.
وكشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية عن استخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ 2023، 5 منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جوا بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة، من قبل الجيش الاسرائيلي.
-ما هو الفوسفور الأبيض؟
هو مادة كيميائية تُستخدم في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، وتشتعل عند تعرضها للأكسجين، وتحترق في الهواء وتسبب حروقا شديدة في الجلد والعينين اذا ما وصلت للانسان.
كما يُسبب التعرض لها الوفاة أو الإصابات القاسية التي تؤدي إلى معاناة مدى الحياة، ويمكن أن يتسبب الدخان في التهابات العين والجهاز التنفسي، فضلا عن تهيج المعدة، أما في الحالات القصوى، يمكن أن تشوه وتقتل بحرق العظام.
-آثار الفوسفور الأبيض ومخاطره
تستهدف اسرائيل غالبا المناطق الزراعية، ولكن بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن استخدام الفوسفور في المناطق المأهولة بالسكان غير قانوني، كما أن استهداف الاراضي الزراعية ممنوع لأنه يسبب لها ضررا على المدى الطويل.
وفي السياق، حذّر المهندس الزراعي يوهان كرم من “وقوع كارثة بيئية كبيرة في حال إستمرار هذه الإنتهاكات الإسرائيلية”، موضحا أن “هذه القنابل تدمّر الحياة البرية والأراضي الزراعية، وبالتالي المحاصيل على انواعها.”
ولفت إلى أن استخدام الفوسفور الأبيض يؤدي إلى “إشتعال الحرائق في المحاصيل وتدمير المواسم إضافة إلى تلويث التربة مما يجعلها غير صالحة للزراعة لفترة طويلة، كما أن معالجتها معقدة ومكلفة وغير مؤكدة النتائج.”
كما أكد كرم في حديث لـIMLebanon أن “جودة التربة في منطقة الصراع بجنوب لبنان تضررت جراء انتشار المعادن الثقيلة والمركبات السامة، ما أدى بدوره إلى خفض خصوبة التربة.”
إشارة إلى أنه، لكي يعرف المزارع أو صاحب الأرض إذا ما كان الفوسفور قد ترك أثراً دائماً على التربة، عليه أخذ عينات وإرسالها إلى مصلحة الابحاث العلمية الزراعية في الفنار.
-ما هي أكثر المناطق تضررا؟
يضيف كرم أن “أكثر المناطق تضرّراً من الفوسفور هي الواقعة في أقصى الحدود، وهي عيتا الشعب، الخيام، مركبا، ميس الجبل، بنت جبيل، رميش، علما الشعب، الناقورة، دبل، عين ابل….
وفي السياق، أوضح طبيب الصحة العامة هادي عسيلي أن الاسعافات الاولية عند تعرض المريض للفوسفور هي جدا دقيقة، لأنه من السهل أن يصاب الطبيب المعالج بحروق ايضا.
وتابع: “عند تعرض العين للفسفور الأبيض، يجب على من لم يتعرض للاصابة، اخراج المصاب فورا من منطقة التعرض، وغسل العين على الفور بالماء البارد لمدة 15 دقيقة على الأقل.”
وأوضح عسيلي انه يجب ان تكون العيون مغطاة بكمادات مبللة لمنع جزيئات الفوسفور الأبيض من الاشتعال مرة أخرى.
كما أوصى باستخدام المراهم الدهنية أو الزيتية التي قد تزيد من امتصاص الفوسفور الأبيض، ومن بعدها يجب طلب العناية الطبية على الفور.
أما عن الاسعافات عند استنشاق الفسفور الأبيض، يطلب الطبيب اخراج المصاب على الفور من مصدر التعرض، ومن ثم يجب إعطاء الأكسجين اذا وجد.
أما في حال توقف التنفس، يجب تنفيذ التنفس الاصطناعي فورا، ريثما تصل المساعدة.
وأخيرا، عند تعرض الجلد للفوسفور الأبيض، علينا ابعاد الضحية على الفور من مصدر الخطر، وغمر مناطق الجلد المصاب بالماء البارد أو بالضمادات المبللة، يضيف عسيلي.
كما شدد على تجنب المراهم الدهنية في هذه الحالة، لأنها ستزيد من امتصاص الفسفور وبالتالي ستضر المصاب ولن تأتيه بأي فائدة.
وفي الختام، قد لا تتمكن الدول من حظر استخدام الفوسفور لاستبعاده من الأسلحة الكيميائية، نظرًا للثغرات العديدة في اللوائح الدولية، كونه غير مصمم لإحداث وفاة. ولكن بعد استخدام إسرائيل هذه المادة بين الاحياء والمنازل لا فقط في ميدان الحرب، من المهم تسليط الضوء على هذه الانتهاكات لعله يتم تعديل وتصحيح هذه الثغرات بقوانين الحرب لأن لدى المجرم ألف تبرير لجرائمه حيث باتت إسرائيل تعتبر كل المناطق اللبنانية هدفا لها.