جاء في “الشرق الأوسط”:
حذّرت «منظمة الصحة العالمية» من أن خطر تفشي الكوليرا في لبنان «مرتفع جداً»، بعد تأكيد إصابة أولى بالعدوى البكتيرية الحادة في ظل الحرب بين إسرائيل و«حزب الله». وأشارت إلى خطر انتشار الكوليرا بين مئات الآلاف من الذين نزحوا منذ صعّدت إسرائيل حملتها العسكرية الجوية ضد «حزب الله» وبدأت عمليات برية تهدف إلى دفع عناصر الحزب بعيداً عن حدودها الشمالية.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو: «في حال وصلت فاشية الكوليرا (…) إلى النازحين الجدد، قد يكون انتشارها سريعاً».
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بالتثبت من حالة محتملة للكوليرا لدى مواطنة لبنانية قصدت المستشفى الاثنين وهي تعاني من إسهال حاد وجفاف.
وأضافت أن المريضة من بلدة السمونية في شمال لبنان.
وشهد لبنان أول تفش للكوليرا خلال 30 عاماً بين عامي 2022 و2023، وخصوصاً في شمال البلاد.
والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمات الكوليرا، وفق منظمة الصحة.
وأضاف أبو بكر أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة حذرت منذ أشهر من أن المرض قد يعاود الظهور في ظل «تدهور حالة المياه والنظافة» بين النازحين ومجتمعاتهم المضيفة.
وكان عدد النازحين قد بدأ بالارتفاع حتى ما قبل التصعيد الشهر الماضي، حيث كان «حزب الله» يتبادل إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل «إسناداً لغزة» منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة «حماس» في القطاع الفلسطيني في السابع من تشرين الأول 2023.
ورغم أنه جرى تطعيم النازحين في شمال لبنان أخيراً، حذّر أبو بكر من أن بعض مجموعات النازحين التي انتقلت من جنوب لبنان ومنطقة بيروت لم تكتسب أي مناعة ضد الكوليرا منذ ثلاثة عقود. ولفت إلى أنه إذا وصل المرض إلى هذه المجتمعات، فإن «خطر التفشي مرتفع جداً».
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المنظمة عززت «المراقبة» و«التعقب»، بما في ذلك «المراقبة البيئية وأخذ عينات من المياه».
وأضاف أن وزارة الصحة اللبنانية أطلقت في آب حملة تطعيم ضد الكوليرا تستهدف 350 ألف شخص يعيشون في مناطق مرتفعة الخطورة، لكنها «توقفت بسبب تصاعد العنف».