كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أشار رئيس مجلس الشورى الايراني، محمد باقر قاليباف الى ان “التأثير الكبير لزيارتي الى بيروت ليس بفضل سمات شخصية، بل استناداً إلى المسؤولية التي نحملها في إطار النظام المقدس للجمهورية الإسلامية. إن عظمة وقوة إيران هي التي تجعل من وجود ممثلها في المنطقة عاملاً مؤثراً في المعادلات الدولية”. وفي كلمة خلال جلسة لمجلس الشورى الايراني أضاف “أريد أن أقول لشعبنا العزيز اليوم، أنه بتوفيق الله تعالى، الركيزة الأساسية للشعب اللبناني وقادته ومسؤوليه هي إيران وقائدها وشعبها”.
على وقع هذه المواقف، كشف مصدر إيراني الأحد، أن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم توجه إلى طهران يوم الخامس من تشرين الاول الحالي، برفقة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي. كما لفت المصدر الى أن قاسم ألقى أول خطاب له بعد اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من بيروت، أما الخطابان اللذان اعقباه فقد ألقيا من مكان إقامته في طهران. وأشار إلى أن نقله إلى طهران جاء بأمر من الجهات العليا في إيران خشية اغتياله، حسب ما نقل موقع “إرم نيوز”.
هذه المعلومات لا تفاجئ احدا نظرا الى حجم الارتباط بين الحزب وايران، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية”، وما لا يفاجئ احدا ايضا هو عدم صدور اي نفي لهذه المعطيات او اي اعتراض من الحزب، على المواقف الإيرانية التي تستبيح السيادة اللبنانية وتتجاوز الدولة.
وبينما الحكومة بشخص رئيسها قررت ان تتجرأ، بعد فترة طويلة من الصمت المكلف، على الرد على طهران – التي تخطت كل السقوف في التدخل في الشؤون اللبنانية، من خلال اعلان قاليباف ان بلاده ستتفاوض مع باريس حول القرار ١٧٠١، قبل ان يقول ما قاله في السطور اعلاه عن “ركيزة اللبنانيين”… في حمأة هذا الاشتباك، أتى الكشف عن توجه قاسم الى ايران. وفي رمزية هذا المشهد ان الحزب، في الكباش بين الحكومة وايران، اختار الاصطفاف في الخندق الايراني، وبشكل “حسي” لا معنوي فقط، من خلال انتقال اكبر قيادييه اليوم، الى الجمهورية الإسلامية. هي مفارقة معبرة، اذا صدقت معلومات “إرم نيوز”، لكن في حال لم تصدق، فإن مسافة كبيرة لا تزال تباعد الحزب عن الدولة، حيث تسعى الاخيرة بقوة الى وقف للنار، بينما الحزب يرفع وتيرة عملياته والتصعيد وهو ماض في القتال ضاربا عرض الحائط الدولة اللبنانية وموقفها من الحرب، تختم المصادر.