IMLebanon

موسم الزيتون في الجنوب “طار”.. وسعر التنكة يحلّق!

تقرير ماريا خيامي:

تسببت الحرب بتداعيات كارثية على مختلف القطاعات، خاصة قطاع الزراعة في الجنوب. وبدأت تتكشف التداعيات مع بدء موسم الزيتون، إذ عندما حان موعد القطاف، اشتدت الحرب أكثر، الأمر الذي حرّم قطف الزيتون في المناطق الحدودية بشكل كامل، ومع ذلك تمكن بعض الأهالي في الجنوب من الحصول على %30 تقريبا من محاصيلهم.

يروي مزارع جنوبي لموقع IMLebanon ما حلّ بالموسم وبأرضه، قائلا أنه منذ بداية الحرب، لم يتمكن من زيارة أرضه في رميش جراء القصف المتكرر على أطراف البلدة خوفا من استهدافه، ولفت الى انه اكتشف مؤخرا أن القذائف أحرقت أرضه وأشجاره بالكامل.

وأضاف: “خسارتنا كبيرة، لقد عملنا على مدار سنوات عدة واهتمينا بالأرض والاشجار، وهي تشكل جزءا كبيرا من مدخولنا السنوي، والآن بتنا عالقين في البلدة، من دون مصدر رزق ولا أرض تؤتينا بثمارها.”

وفي السياق، رأى المهندس الزراعي إيلي عقيقي أن المعاصر هذا العام لن تتمكن من عصر نصف كمية العام الماضي، والتي كانت حينها خفيفة ايضاً.

وأضاف أنه من الواضح أننا سنشهد ارتفاعاً بأسعار تنكة الزيت، نظرا للطلب المرتفع وشح الكميات، لافتا إلى أن “شجر الزيتون الذي يبلغ عمره عشرات السنين، لا يمكن تعويضه في المدى المنظور، وحتى عندما تنتهي الحرب، لن تعود المواسم بسهولة كما كانت، إذ ان التربة تضررت، إلى جانب الاشجار طبعاً.”

إشارة إلى أن سعر التنكة وصل إلى 180 دولارًا، لكن المشكلة تكمن بجشع بعض التجار الذين يبيعون التنكة في بيروت بسعر يصل إلى 220 دولار، ويتخوف البعض من ارتفاع سعرها أكثر وأكثر.

وأردف: “لم يتم إجراء إحصاءات من وزارة الزراعة حول الأضرار الناتجة عن استخدام الفوسفور وإحراق الاراضي حتى الساعة، ولكن من الواضح أن الضرر كبير، على الاراضي وعلى المزارعين، وعلى المشتري الذي سيضطر إلى دفع ضعف المبلغ مقابل تنكة الزيت.”

من جهته، أكد تجمع الهيئات الممثلة لقطاف الزيتون في لبنان أن “الموسم الحالي هو الاشد صعوبة منذ عشرات السنين، فقد منعت الحرب مزارعي الجنوب من قطاف زيتونهم بعد قصف مناطق واسعة من بساتين الزيتون بقنابل الفوسفور الابيض واليورانيوم.”

كما حذر التجمع، التجار من “رفع سعر الزيت على المستهلك اللبناني”، مؤكدا ان “الانتاج يكفي الاستهلاك الوطني ويفيض عنه ولا داعي لرفع السعر”.

أجهزت اسرائيل على موسم الزيتون في جنوب لبنان، وتلاشت معها آمال المزارعين الجنوبيين، ولكن يبقى السؤال: هل تتصرّف الدولة وتمنع التجار من احتكار الزيت ورفع أسعاره في ظل الفوضى التي تعم البلاد؟