كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
اكتمال التحضيرات الإسرائيلية لضرب ايران، ردا على اطلاق الصواريخ الايرانية على إسرائيل منذ اسابيع، انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران، والامين العام لحزب لله حسن نصرالله بالضاحية الجنوبية لبيروت، يؤشر الى أن الخلاف الاميركي الإسرائيلي على لائحة الاهداف الايرانية المنوي استهدافها ،قد تم تجاوزه، واصبحت الضربة محسومة، فيما مايزال توقيتها غير معلوم، وان كانت المؤشرات تدل على انها قد تحصل في غضون الايام المقبلة وقبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.
تأتي عملية الرد الإسرائيلي المتوقعة على ايران، في ظل الحرب الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل ضد حلفاء النظام الايراني،حركة حماس في قطاع غزّة، وحزب لله في لبنان، منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس ضد إسرائيل في السابع من شهر تشرين الاول، وماتزال مستمرة حتى اليوم، وتتوسع الى مناطق بالداخل اللبناني وتحصد الاف الضحايا والجرحى وتلحق الدمار والخراب فيها.
ولم تنفع محاولات تكثيف اطلاق الصواريخ والمسيرات الايرانية من لبنان مؤخرا، باتجاه الداخل الاسرائيلي واستهداف منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شخصيا، وقاعدة لواء غولاني وغيرها من الاهداف، لتنبيه الحكومة الإسرائيلية من تبعات عملية الرد ضد ايران ومخاطر ردود الفعل الايرانية المرتقبة، من الاصرار الإسرائيلي على تنفيذ الضربة الإسرائيلية، فيما بقيت الاهداف الايرانية التي اختارتها القيادة العسكرية الإسرائيلية، موضع تساؤلات واستفسارات، وما اذا كانت تشمل اهدافا استراتيجية مهمة مثل المفاعل النووي ومواقع استخراج النفط والغاز، او مواقع صناعة اوتخزين الاسلحة والصواريخ البالستية والمسيرات على انواعها، لمعرفة مدى تاثير الضربة الإسرائيلية على وضعية ومستقبل النظام الايراني في المرحلة المقبلة.
وحصل تبدل ملموس في اختيار وتحديد لائحة الأهداف الايرانية المرتقب استهدافها، بعد توجيه المسيرة الايرانية من لبنان، واستهدفت منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وما قيل انها محاولة لاغتياله، واصبح ما كان خارج هذه اللائحة، ومرفوضا منالولايات المتحدة الأمريكية ولاسيما المنشآت النووية، واستهداف كبار المسؤولين الإيرانيين، من ضمنها ومسموح به.
وببساطة، يمكن معرفة ما تضمره الادارة الاميركية من لائحة الاهداف الايرانية المنوي استهدافها، ونتائج الضربة ضد النظام الايراني، لانها المؤشر الاساس لمستقبل علاقة واشنطن مع هذا النظام، وما إذا كانت ستستمر كما كانت عليه طوال العقود الثلاثة الماضية، عندما اطلقت يده، بغطاء اميركي وبغض نظر من إسرائيل، لاشعال الفتنة السنيّة الشيعية، لتفتيت المنطقة العربية واضعافها، واستنزاف ثرواتها البشرية والاقتصادية لمصلحة بسط سيطرة إسرائيل عليها.
اطلاق يد إلقوات الإسرائيلية، لاغتيال رموز اساسية في مشروع الهيمنة الايرانية على المنطقة، وفي مقدمتهم الامين العام للحزب حسن نصرلله، وضرب مواقع الحزب الاساسية في سوريا ولبنان واستهداف الحوثيين باليمن واعطاء إسرائيل الضوء الأخضر، وتغطيتها لضرب ايران، وتزويدها باسلحة هجومية، وحمايتها بأحدث أنظمة الدفاع الجوي، علامات ووقائع فارقة، تؤشرإلى انعطافة اميركية واضحة، لتطويق هذا المشروع الهدام، او اضعافه تدريجا، واعادته الى حدود ايران،بعدما حقق الاهداف المطلوبة منه، واصبح استمرار تمدده ونفوذه، خطرا على حلفاء واشنطن في المنطقة كلها.