كتب أحمد منصور في “الأنباء الكويتية”:
أكد وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار في تصريح لـ «الأنباء»، أننا «حذرنا منذ سنة من أن هناك إعادة رسم للخريطة في المنطقة، وأننا نخشى عملية تهجير جماعي، سواء في فلسطين أو في لبنان، فضلا عن ان طريقة التعاطي في الملف النزوح السوري كانت تسبب لنا نقزة»، مبديا خشيته «من ان اتفاق سايكس – بيكو يعاد رسمه من جديد في المنطقة».
وأضاف: «السؤال: كيف يمكن معالجة الوضع السوري في مناطق الهرمل وبعلبك والمناطق الجنوبية؟ وكنا طرحنا بأن يكونوا على الحدود وفي مناطق آمنة، ولكن جوبهنا بالرفض. وكما قلنا ولمرات عدة، ان سورية اكثر أمنا من لبنان، وكان هناك رفض أيضا. واليوم ومع اندلاع الحرب، أو العاصفة منذ 23 سبتمبر الماضي، شاهدنا العديد من اللبنانيين والسوريين الذين توجهوا إلى سورية».
وتابع حجار: «ان عدم مقاربة هذه المواضيع كلها مع هجمة شرسة على تدمير القرى الحدودية المسيحية والإسلامية، وتدمير المعالم الدينية والكنائس التاريخية، والمساجد والأسواق التاريخية (في النبطية، وفي صور المدنية التي يتجاوز عمرها 3 آلاف سنة)، فهذا يعني أننا في مرحلة صعبة ودقيقة. علينا ان نستشرف إلى أين نحن ذاهبون، وفي الوقت عينه علينا ان نفهم ما هي المخططات، وان نفهم بعض الأصوات التي تنطلق في لبنان، ظاهرها إيجابي وباطنها غير ذلك».
وقال: «بعد العام 2006، ولحظة إعلان وقف إطلاق النار (في أغسطس عامذاك)، عاد الناس إلى قراهم على رغم الدمار (بطلب من الرئيس نبيه بري فيما أطلق عليه لاحقا: يوم العودة إلى الجنوب). نعلم أن الجنوبي متمسك بأرضه ولن يتركها مهما كان حجم العدوان، الذي يريد اقتلاعنا من جذورنا ليزرع حقده ونواياه الخبيثة. وعلينا ألا نذهب إلى خيارات أخرى، بإبقاء الجنوبي خارج الجنوب. بل علينا ان نعمل بكل قوتنا لردع العدو الإسرائيلي، والضغط من أجل وقف إطلاق النار. وهنا أدعو حزب الله لأن يكون جريئا ومقداما، وان يعلن بالفم الملآن انه يريد تطبيق وقف إطلاق النار والقرار الدولي رقم 1701. وأعتقد أن الحزب يستطيع القيام بهذا الأمر. كما أعتقد أن كل لبنان متفق على تطبيق وقف إطلاق النار والـ 1701. وإذا قلنا بالفم الملآن، وقلنا ما يجب ان نقوله، عندها نضع إسرائيل في الزاوية، فربما يصبح هناك ضغط دولي لإيقاف آلة الدمار».
وأضاف: «للأسف هناك بعض المشاريع المشبوهة لبناء بيوت جاهزة في المناطق وتوزيعها. واعتقد هنا اننا نستطيع ان نؤمن بدائل مرحلية لغاية الوصول إلى وقف إطلاق النار. والبيوت يجب ان نقدمها لأهلنا الجنوبيين في أرض الجنوب وفي قراهم ريثما تتم إعادة بناء بيوتهم، وهذا واجب على المجتمع الدولي والحكومة. وخوفي ان نتدحرج في حلول جزئية تساعد العدو ومن يرسم في المنطقة خططا جديدة في فرزها طائفيا وتغيير الحدود. ونكون مغفلين غير منتبهين، أو يكون البعض عملاء من أجل تطبيق ما لا يجب ان نطبقه».