تقرير ماريا خيامي:
إلى جانب الخوف من القصف الاسرائيلي والاصوات المرعبة التي نعيشها يومياً، سيطر خوف جديد وبات يقلق اللبنانيين، وهو تأثير هذه الغارات على الفوالق وحركة الزلازل في لبنان، بما أننا بتنا نشعر بالهزات يوميا تزامناً مع القصف العنيف، خصوصا وأن القنابل الخارقة للتحصينات قادرة على اختراق بين 10 الى 20 مترًا من الأرض، ما قد يؤثر على الفوالق ويحدث بالتالي زلزالا.
الخبير والباحث في الجيولوجيا في الجامعة الأميركية الدكتور طوني نمر يؤكد لـIMLebanon أن القصف العنيف على ضاحية بيروت سبب الاهتزازات التي يشعر بها المواطنون، موضحا أن “القنابل المخترقة للتحصينات تولّد ارتجاجات عنيفة تشبه تلك الناتجة عن الموجات الزلزالية، وتبدأ بالتلاشي داخل الأرض وعلى سطحها، وهنا نشعر نحن بها.”
ويضيف: “إن الموجات الزلزالية تخفّ كلّما ابتعدنا عن موقع تولّدها، بحيث يصبح تأثيرها ضعيفاً على عملية احتثاث هزات أرضية طبيعية على الفوالق، بما أن هذه الفوالق بعيدة عن الأماكن المستهدفة بالقنابل الخارقة للتحصينات.”
ويتابع: “لو كانت هذه القنابل مثلا موجهة مباشرة على فالق اليمونة (أقرب فالق زلزالي على الضاحية الجنوبية)، فقد يصبح هناك إمكانية لحدوث زلزال أو هزة في المنطقة، ولكن فقط بحال كان القصف مستمرا بزخم كبير من دون توقف على هذا الفالق، وطبعا فهذا الامر لن يحدث، إذا فالإمكانية ضئيلة إلى شبه معدومة.”
إليكم أبرز الفوالق في لبنان وأماكنها:
– فالق اليمونة: يعتبر هذا الفالق أضخم وأخطر الفوالق في لبنان، ويمتد على طول سلسلة جبال لبنان الغربية.
– فالق سرغايا: يقع بالقرب من الحدود الشرقية مع سوريا.
– فالق الروم (أو فالق جبل لبنان): يتفرع هذا الفالق من فالق اليمونة ويتجه جنوباً نحو البحر الأبيض المتوسط، وتشير الدراسات إلى احتمال امتداده شمالاً في البحر، موازياً للساحل اللبناني.
ختاما، لا داعٍ للهلع من إمكانية وقوع زلازل في لبنان نتيجة الحرب، فالصّواريخ لا تؤثّر على حركتها، ولا تؤثر على الفوالق، وإذا كنا سنواجه خطر الزلازل مجددا، فلا يُمكن تحديد موعد حدوثها، على أمل أن تكون بعيدة، بحيث أن لبنان وشعبه لا يحتملان المزيد من الأسى.