أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية تجارية أن الضربات الجوية الإسرائيلية أصابت، خلال هجوم السبت، مباني استخدمتها إيران لخلط الوقود الصلب للصواريخ البالستية، وفقا لتقييمين منفصلين أجراهما باحثان أميركيان.
وتوصل إلى هذه النتائج دافيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة الذي يرأس معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مجموعة بحثية، وديكر إيفليث، محلل الأبحاث مشارك في “سي إن إيه”، وهي مؤسسة أبحاث في واشنطن.
وقالا لـ”رويترز” على نحو منفصل إن إسرائيل ضربت موقع بارشين العسكري الضخم قرب طهران، وأوضح إيفليث أن إسرائيل قصفت أيضا موقع خجير، وهو موقع ضخم لإنتاج الصواريخ قرب العاصمة.
وفي حزيران الماضي، ذكرت “رويترز” أن موقع خجير يشهد توسعا هائلا.
وقال إيفليث إن الضربات الإسرائيلية ربما “أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 3 موجات من الهجمات باستخدام طائرات حربية ضربت مصانع صواريخ ومواقع أخرى قرب طهران وفي غرب إيران في وقت مبكر من صباح السبت، ردا على إطلاق إيران في الأول من تشرين الأول أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل.
وقال الجيش الإيراني إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استخدمت “رؤوسا حربية خفيفة للغاية” لضرب أنظمة رادار حدودية في إقليمي عيلام وخوزستان وفي محيط طهران.
وأشار إيفليث إلى أن صورة من شركة “بلانيت لابس”، وهي شركة أقمار صناعية تجارية، أظهرت أن ضربة إسرائيلية دمرت مبنيين في خجير كانا يستخدمان لخلط الوقود الصلب للصواريخ البالستية.
وبحسب الصورة التي اطلعت عليها “رويترز”، كان المبنيان محاطان بسواتر ترابية مرتفعة، وترتبط مثل هذه التصميمات المعمارية بإنتاج الصواريخ، وهي مصممة لمنع انفجار في مبنى واحد من تفجير مواد قابلة للاشتعال في مبان مجاورة.
وذكر إيفليث أن الصور التي التقطتها “بلانيت لابس” لموقع بارشين أظهرت أن إسرائيل دمرت 3 مبان لخلط الوقود الصلب للصواريخ البالستية، ومستودعا.
ولفت أولبرايت إلى أنه راجع صور الأقمار الصناعية التجارية منخفضة الدقة لموقع بارشين، التي يبدو أنها أظهرت أن ضربة إسرائيلية ألحقت أضرارا بثلاثة مبان، اثنان منها استخدما لخلط الوقود الصلب الخاص بالصواريخ البالستية. ولم يحدد الشركة التجارية التي حصل منها على الصور.
وقال إن “المباني تقع على بعد نحو 320 مترا من منشأة كانت تشارك في ما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاستخبارات الأميركية، إنه برنامج شامل لتطوير الأسلحة النووية أوقفته إيران عام 2003.”
وتنفي إيران امتلاكها مثل هذا البرنامج.
وتابع إيفليث: “تقول إسرائيل إنها استهدفت مباني تحتوي على خلاطات للوقود الصلب، وهذه الخلاطات يصعب تصنيعها وتخضع لضوابط التصدير، واستوردت إيران العديد منها على مر السنين بتكلفة باهظة، ومن المرجح أن تجد صعوبة في استبدالها”.
وأضاف أن إسرائيل ربما تمكنت من خلال عملية محدودة من توجيه ضربة قوية لقدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة، مما يجعل من الصعب على أي هجوم صاروخي إيراني مستقبلي اختراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.
وذكر أن “الضربات تبدو دقيقة للغاية”.