IMLebanon

أيام لبنانية صعبة حتى 5 تشرين الثاني!

كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:

ايام صعبة تنتظر لبنان واللبنانيين والمنطقة برمتها على الارجح حتى 5 تشرين الثاني المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية. مرحلة قد تكون الاخطر حيث سيسعى كل طرف على ضفتي النزاع الى رفع سقفه الى الحد الاقصى لفرض شروطه بالحديد والنار والدم. اسرائيل المُنتشية بانتصاراتها واغتيالاتها لقادة المحور لا تجد من يردعها .هي هددت مجددا امين عام حزب الله المنتخب اليوم نعيم قاسم، اذ توجه اليه وزير الدفاع يواف غالانت بالقول “تعيينك موقت” ونشر على “اكس” عبارة الى جانب صورته “لقد بدأ العد التنازلي لموعده”.

وامس دكّ جيشها مناطق البقاع مخلفا مجازر مروّعة بلغت حصيلتها في يوم واحد 67 شهيدا. وتمضي اليوم في تصعيدها جنوباً، ناسفة كل الخطوط الحمر ، ولولا تدخل واشنطن بقوة لما ارتدعت عن استهداف مستشفى الساحل ، بعدما كشف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي ان المال والسلاح المشار اليهما في خريطة موزعة على الاعلام ليسا تحت مستشفى الساحل بل تحت سنتر الساحل المجاور. تستهدف اسرائيل البنى التحتية للحزب وعصبها الاقتصادي، من السوق التجاري في النبطية ومحاله التجارية ومستودعاته وقد سوتها كلها بالارض الى مؤسسات القرض الحسن وفروعها في مجمل المناطق وكل المراكز التجارية حيث السلع المستوردة الى لبنان من دون تسديد الرسوم الجمركية للدولة.

لم يوفر بنيامين نتنياهو حجرا ولا بشراً، ولا يبدو في هذا الوارد ما دام عزم على استبدال وزير دفاعه غالانت الداعي الى المفاوضات والتسوية بالمتشدد جدعون ساعر المتعطش الى البطش والدم، ضاربا عرض الحائط المساعي الاميركية الضاغطة للوصول الى هدنة يصار في خلالها الى الاتفاق على الترتيبات الاساسية لتنفيذ وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وتحديد مصير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي ترفض سوريا الاعتراف بلبنانيتها وتتذرع اسرائيل بالرفض السوري لاستمرار احتلالها، في حين يتبنى الرئيس نبيه بري اقتراح وضعها في عهدة الامم المتحدة الى حين اقرار سوريا بلبنانيتها رسمياً.

في المقابل، يعيد حزب الله تنظيم صفوفه بعد الصفعات القاسية التي تلقاها بدليل انتخاب قاسم امينا عاما خلفا لحسن نصرالله بعد شهر على اغتياله ، في مؤشر يُقرأ فيه العزم على المضي في حرب طويلة ، وهو على الارجح موجود في ايران خشية اغتياله كما اغتيل هاشم صفي الدين، الذي كان ابرز المرشحين لتولي منصب الامين العام بعد نصرالله. وفي الميدان ايضا، يبدو الحزب صامدا صلباً يوجه ضربات لاسرائيل بلغت منزل نتنياهو في حد ذاته اضافة الى مستعمرات اخرى كثيرة بعيدة من الحدود مع لبنان.

اما الرئيس نبيه بري لولب السياسة اللبنانية والممسك بالقرار بعدما كلفه به نصرالله قبل اغتياله، فيترقب جوابا لا بد سيحمله اليه “صديقه” اموس هوكشتاين حينما يزور اسرائيل مقدما عرضا لوقف النار ليبني على الشيئ مقتضاه، مع تمسكه بتنفيذ القرار 1701 من دون اي تعديل. فهل من أمل بإمكان وقف النار ولعب بري دور الاطفائي لانهاء الحرب قبل ان تقضي على كل ما تبقى في لبنان، فيتجنب خطأ وقع فيه نصرالله حينما رفض عروضا قدمها هوكشتاين لوقف النار في الجنوب وفصله عن غزة، وتنفيذ الـ 1701 وترسيم الحدود البرية واقفال ملف الصراع اللبناني الاسرائيلي؟

الحزب لم يبادر الى قبول العرض انذاك، بسبب رفض ايران وقف النار واصرارها على المضي في المواجهة . ومضى نصرالله في حربه، مع ان اشارات كثيرة برزت امامه بوضوح كان عليه ان يتلقفها ويقرأ في ابعادها بدءا من اغتيال القيادي صالح العاروري في الضاحية الجنوبية على مقربة من مقر نصرالله مرورا باغتيال القائد فؤاد شكر واسماعيل هنية في طهران، الى تفجير “البايجر” وما تلاها. ولم تنفع استعانة الحزب بخبراء روس وصينيين لمواجهة التقنية الاسرائيلية اذ تبين ان التكنولوجيا الاميركية -الاسرائيلية متفوقة بأشواط على ما توصلت اليه روسيا والصين.

على اي حال، وحينما تنتهي الحرب المدمرة بتسوية او بانتصار لطرف على الاخر، فإن اعادة اعمار ما هدمته اسرائيل لن يتم الا بشروط الدول المانحة وفي رأس القائمة ان ” لا سلاح في لبنان خارج الشرعية”، لأن السلاح غير الشرعي تسبب بهدم لبنان تكرارا والدول اياها لن تترك حنفيات مساعداتها مفتوحة الى ما شاء الله.