IMLebanon

مخاوف جدية من تأثير الذكاء الاصطناعي على الانتخابات الأميركية

تقرير ماريا خيامي:

يلعب الذكاء الاصطناعي دورا كبيرا في الحملة الرئاسية الأميركية، فكلّما اقتربنا من موعد الانتخابات، نشهد أكثر وأكثر تأثير الذكاء الاصطناعي عليها، الذي بات بسرعة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. كما بات يؤثر على كل حدث يحصل ومنها الانتخابات الاميركية التي أصبحت على الأبواب، فبواسطة الـ AI، تمكنت الولايات المتحدة من إحراز تقدم في تحديد المحاولات الخارجية للتأثير على الانتخابات التي ستجري قريباً جداً.

يوضح الخبير في التحوّل الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي فريد خليل في حديث لـIMLebanon أنه “من خلال التزييف العميق (deepfake)، يتم إرسال رسائل بالصوت أو بالفيديو على أنها من جهات رسمية، تعلن مثلا أن هناك مشكلة في مركز الاقتراع وتم إغلاقه، وبالتالي لا يتوجه الناخبون إليه ويخسرون فرصة التصويت.

كما يمكن تزييف الصور من أجل تضليل الناخبين، مثلا تزييف مكان وطريقة لبس المرشح، مع عبارة زائفة مرفقة بها، لتغيير رأي هؤلاء بمرشح معيّن، كما يمكن تزييف صورة مشهور ما، على أنه يشجع على انتخاب مرشّح معيّن، بينما الحقيقة هي العكس.

مثال على ذلك، نشر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب صورة مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي للنجمة تايلور سويفت، تطلب من الناس التصويت له في الانتخابات، وظهرت سويفت في منشور تمّ التلاعب به بواسطة الذكاء الاصطناعي على موقع Truth Social مرتدية ملابس حمراء وبيضاء وزرقاء، في إشارة إلى “العم سام”، مع عبارة “تايلور سويفت تريد منكم التصويت لدونالد ترامب”، وعلّق ترامب قائلا: “أوافق!”

بينما أعلنت سويفت سابقا أنها تؤيد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وكتبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “سأدلي بصوتي لكامالا هاريس وتيم والز في الانتخابات الرئاسية 2024”.

في وقت، اكتشف كثيرون أن الصورة متلاعب بها، صدق بعض المواطنين الأميركيين أن الصورة حقيقية وأن سويفت تؤيد ترامب، رغم ان ترامب كان قد نشرها من باب السخرية، وهكذا يستطيع الحصول على مزيد من الأصوات، بما أن النجمة محبوبة وتستطيع التأثير على الكثير من الناخبين من الجيل الصاعد تحديدا.

والطريقة الأكثر رواجا في الفترة الأخيرة، هي تزييف الفيديوهات لإظهار المرشحين بوضعيات غير طبيعية وغير مريحة، ما قد يؤثر على الناخبين وينتقلون من دعم مرشح لآخر.

وهناك أيضا الـ robocalls، وهي تسجيلات صوتية مزيفة، تبدو حقيقية إلى حد كبير، ومثال على ذلك، انتشر تسجيل مزيف منذ فترة يعود لبايدن يدعو فيه إلى عدم الانتخاب في الانتخابات المبكرة لانها تؤثر على الانتخابات الرسمية، وبالطبع، عدد كبير صدّق هذا الموضوع ولن ينتخب في الانتخابات المبكرة، إذا فهذه المحاولات الكثيرة تنجح في بعض الأحيان، وقد توصل من ابتكرها إلى مبتغاه في النهاية.

فرغم وجود تدخلات خارجية في الانتخابات، هناك جهد أميركي يبذل لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لصالح الدولة، في حين أن إغراق منصات التواصل الاجتماعي بالتزييف العميق، بات يربك الناخبين لدرجة لا يعرفون ماذا يصدقون.

أصبح الذكاء الاصطناعي بقدراته الخارقة مصدر قلق للمسؤولين الأميركيين، لأنه بات يؤثر على المواطن الأميركي بشكل كبير، فهذه التكنولوجيا التي تنتج محتوى دقيق ومتطور يصعب التفريق بينه وبين الواقع، أي تستطيع تحويل الكذبة إلى حقيقة، حتى بعد تكذيب صاحب الشأن ما انتشر بصعب احتواء الاشاعة التي امتدت في ولايات مختلفة ان لم يكن في العالم مع الانتشار الكبير والسريع للأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي.