شدد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على أن أمرين وحيدين يُنهيان الحرب وهما الميدان والجبهة الإسرائيلية الداخلية، موضحاً أن أي تفاوض سيُبنى على أمرين، أولهما وقف إطلاق النار وثانيهما صون السيادة اللبنانية. كما طمأن إلى توفر الإمكانات ووجود عشرات آلاف المقاتلين المستعدين والجاهزين للقتال، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من سيصرخ أولاً وألا مكان في الداخل الإسرائيلي ممنوع من الاستهداف.
وقال قاسم، في كلمة له بمناسبة مرور 40 يوماً على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، بعد ظهر اليوم الأربعاء، أن حزب الله يعمل في كل الميادين والمقاومة أساس متين لنا، معتبراً أن “الشهيد نصرالله حاز على أرفع وسام وهو وسام قائد المقاومة في المنطقة”.
وعدد قاسم في كلمته القادة الذين اغتالتهم إسرائيل في الآونة الأخيرة، معتبراً أن “هؤلاء هم أخوتك وأبناؤك يا نصرالله وأنت على رأسهم علو المقام والدرجات”.
وأوضح أننا “أمام حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان تلت حرب الإسناد التي نشأت بعد طوفان الأقصى، وفلسطين ستنتصر إن نشاء الله، وأحيي كل جبهات المقاومة وعلى رأسهم إيران التي قدمت الكثير في سبيل نصرة فلسطين”. وتابع، “لم يعد مهماً كيف بدأت الحرب وما الذرائع التي سببتها، المهم أننا أمام عدوان إسرائيلي”.
ولفت قاسم، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، “لم يحدد موعداً لنهاية الحرب بل حدد أهدافه التي تتمحور حول تغيير وجه الشرق الأوسط والذي يبدأ بإنهاء وجود حزب الله ثم احتلال لبنان، ولو عن بعد، وأخيراً العمل على خارطة الشرق الأوسط”، مؤكداً أننا “نستعد منذ نهاية حرب تموز لأننا كنا نتوقع هذه النتيجة التي وصلنا إليها وهذه الحرب بالتحديد ولذلك استعدينا”.
وأردف “توقع العدو أن يُتم عملية انهاء حزب الله بعملية (البيجر) واغتيال القيادات وهذا ما يُسهل عليه اجتياح لبنان بنظره. العدو لم يعلم أنه يواجه حزباً ومقاومة تمتلك ثلاثة عوامل قوة أساسية، أولاً المقاومون يحملون عقيدة إسلامية صلبة، وثانياً المقاومون أعاروا جمامهم لالله وهم لا يهابون الموت، وثالثاً الاستعدادات التي هيأناها من قدرات وسلاح وتدريب”.
بالمقابل، تحدث قاسم عن عوامل القوة الإسرائيلية، قائلاً إن “لإسرائيل 3 عوامل قوة أيضاً، أولاً الإبادة وقتل المدنيين والتصرف بوحشية، ثانياً لديها قدرة جوية استثنائية وبالتالي تتحكم بالجو إلى جانب شبكة الاتصالات الخاصة بها والتي هي متعلقة أيضاً بالولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل وتمدها بالمال والسلاح، وثالثاً إحضار 5 فرق على الحدود عديدها 65 ألف جندي، ولاحظنا أن عنصر القوة الذي ينتفع به الإسرائيلي هو الطائرات، في حين أن عُنصري القتل والجيش فهما سلبيين تماماً”.
أما بما يتعلق بالحرب والمواجهات الدائرة على الحدود الجنوبية للبنان، أكد قاسم، أنه “لدينا عشرات الآلاف من المقاتلين والمجاهدين المستعدين للقتال والإمكانات متوفرة وتمدنا لفترة طويلة أما بالنسبة للجبهة الداخلية فإسرائيل ستصرخ من الصواريخ والطائرات ولا مكان في الداخل الإسرائيلي ممنوع علينا”، مشيراً إلى أننا “سنجعل العدو يسعى لإيقاف الحرب ونحن لا نعوّل على الانتخابات الأميركية ولا على الحراك السياسي العام، بل نعوّل على الميدان فقط وسنجعله يدرك خسارته في الميدان التي ستمنعه من تحقيق أهدافه”.
وشدد الأمين العام لحزب الله، على أن “خيارنا الحصري في الحزب منع الاحتلال من تحقيق أهدافه والخطر غير مقتصر على المقاومة بل على كل لبنان”، سائلاً “إذا كانت المقاومة قوية، أيعني هذا أنها لا تنصاب وتتأذى؟ إمكاناتنا لا تقاس من حيث النسبة وقوتنا بقوة استمرارنا بالرغم من الفوارق بالأرقام العسكرية كما أن قوتنا بقوة المواجهة. ليس في قاموسنا إلا الرأس المرفوع والانتصار للمقاومة. وليس في قاموسنا أيضاً إلا استمرار المقاومة ولا يمكن أن نُهزم والحق لنا والأرض لنا والله معنا”.
وسأل ثانيةً، “على ماذا يعتمد نتنياهو في وعده بالنصر المطلق، أعلى إجرامه؟ نحن نسير بسنن الله وهو يسير بسنن الشيطان ونحن”.
أما بما يتعلق بوقف إطلاق النار والمفاوضات المتعلقة بالملف، اعتبر قاسم، أنه “عندما يقرر العدو وقف العدوان، هناك طريقة للتفاوض حددناها سابقاً وهي التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية وعبر شخص رئيس البرلمان نبيه بري”، موضحاً أن “أي تفاوض يُبنى على أمرين، أولهما وقف النار وثانيهما صون السيادة اللبنانية”.
وحول “حادثة البترون”، طالب قاسم الجيش اللبناني بحماية الأملاك البحرية، كما بإصدار بيان يُبين فيه موقفه أولاً، وخلفيات الحادثة ثانياً، وقال “ليسأل الجيش اليونيفيل والألمان عما حدث في تلك الليلة، مبيناً الوقائع للشعب اللبناني”.
وختم قاسم كلمته، بالقول “إن أرادوها حرب استنزافٍ فنحن حاضرون ومستعدون وجاهزون ولن ينتصروا مهما طال الزمن. هذا زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم”.