جاء في “الأنباء الإلكترونية”:
اختار الشعب الأميركي دونالد ترامب رئيساً للمرة الثانية، في سباق محموم إلى البيت الأبيض، استحق وصفه بالتاريخي في ظل المنافسة الكبيرة والتقارب في النتائج، قبل أن تحسمها الولايات المتأرجحة لصالح ترامب وخسارة كامالا هاريس.
عهد رئاسي جديد بانتظار الولايات المتحدة الأميركية، كما العالم، فتصريحات ترامب ووعوده لم تطال الأميركيين فقط، إنما العديد من الدول لا سيما في أوكرانيا والشرق الأوسط، متعهّداً بإنهاء الحروب.
لن يكون بالإمكان إطلاق حكم على عهد ترامب قبل 20 كانون الثاني 2025، موعد استلامه رسمياً زمام الحكم. وإلى ذلك الحين فإن الوقت الضائع سيّد الموقف، وستكون فترة انتقال للحكم ليس إلا، من دون أي فعالية أو تأثير على الملفات المطروحة لا سيما الحرب في غزة ولبنان، لا بل إن القلق يكبر من الاستغلال الإسرائيلي لهذه الفرصة للاستمرار في عدوانه والتصعيد بشكل أكبر، كما تشير مصادر سياسية عبر جريدة الأنباء الالكترونية.
المصادر اعتبرت أن فوز ترامب هو محطة مفصلية قد تترك تداعيات كثيرة على مستوى العالم والشرق الأوسط بالتحديد، لكنها لم تستبعد أن يستمر بنيامين نتنياهو بحربه المدمّرة على لبنان وعلى غزة لأنه لن دخل بمفاوضات لوقف إطلاق النار إلا بالشروط التي تخدم مخططاته في القضاء على حماس وإبعاد حزب الله الى شمال نهر الليطاني.
وتخوّفت المصادر من المرحلة المقبلة، معتبرة أن نتنياهو سيكون خلالها متحرّراً من أي التزامات تجاه إدارة جون بايدن وفريق عمله، مستبعدة إمكانية إحياء المفاوضات لوقف إطلاق النار وإن شهدت المنطقة زيارات جديدة للموفدين في الأسابيع المقبلة.
النائب بلال الحشيمي استبعد في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية حصول أي تغيير في السياسية الأميركية حيال لبنان، لكن ترامب قد يكون أوضح من بايدن، هذا في الشكل أما في المضمون فقد يتساويان بالنظرة إلى لبنان لكن الحزب الجمهوري بشكل عام أوضح من الديمقراطي في المسائل التي تتعلق بمشكلة الشرق الاوسط.
وذكّر الحشيمي بأن ترامب كان أول رئيس اعترف بالقدس عاصمة إسرائيل، فالأولوية لديه هي أمن اسرائيل وقد يكون متحرّر أكثر من سلفه الديمقراطي، وان عهده سيكون مختلف كلياً عن سلفه.
الحشيمي توقف عند خطاب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم وادعائه الدائم بالانتصار رغم كل ما جرى ويجري من خراب ودمار، مستغرباً مطالبة قاسم بتدخل الجيش، سائلاً: “الشيخ نعيم قيادة الجيش عندما أعلن حرب الإسناد وعندما اتخذ قرار الحرب؟”. وقال: “كنا نأمل أن يكون قاسم بعد كل الذي جرى في لبنان منذ الثالث والعشرين من أيلول اكثر وعياُ وأكثر رؤية لمستقبل لبنان”.
من جهته، توقع النائب السابق فارس سعيد عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن يسرّع ترامب حراكه ويطلق يد نتنياهو من أجل خلق واقع جديد في المنطقة.
ورأى سعيد أن على القيادة السياسية اللبنانية حرصاُ منها على وحدة البلد وحقناً للدماء والاستقرار والعبور باتجاه السلام أن تقترح على حزب الله ان يسلّم سلاحه إنطلاقاُ من الدستور ومن وثيقة الوفاق الوطني وألا يبقي أي ذريعة لنتنياهو الذي يستخدم كل الوسائل لإخضاع لبنان على قاعدة تغيير موازين القوى. وأضاف: “ذلك أشرف وأفضل عمل يمكن أن ينقذ لبنان وأن يحقن الدماء لأن ترمب لن يضغط على نتنياهو لوقف اطلاق النار”.
بدوره، أمل النائب السابق جوزف معلوف في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن يصدق ترامب بوجوده في مساعدة لبنان، وأن يساعد على حل الأزمة اللبنانية وتطبيق القرار 1701، وألا نعود إلى سياسة اللاحرب واللاسلم فتطمئن اسرائيل لوضعها ويترك لبنان لقدره، داعياً الى معالجة تداعيات الأزمة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة كي يستعيد لبنان عافيته، وألا تأتي التسويات على حسابه.
بالتزامن، وفيما استهدف حزب الله مطار بن غوريون في تل أبيب، ارتفعت حدة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، لا سيما في البقاع حيث سقط أكثر من 40 شهيداً، إضافة إلى عودة الغارات على الضاحية الجنوبة لبيروت واستهداف منطقة الغبيري المحاذية للمطار، ما ينبئ بأن التصعيد لا يزال سيد الموقف ولا يمكن التوقّع بما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة.