Site icon IMLebanon

بعلبك وقلعتها ليستا بخير

 

منذ أيام والقلب على قلعة بعلبك، لا لأن الحجر أغلى من البشر، وإنما لخطورة ما تقترفه أيدي إسرائيل الطامعة إلى محو كل شاهد على حضارة الغير وتاريخه، من مساجد وكنائس قديمة وقلاع وهياكل عمرها بالسنوات يقاس بالمئات.

الغارة الأقرب إلى قلعة بعلبك منذ بداية عدوان إسرائيل على لبنان حصلت نهار الأربعاء، حيث سقط صاروخ في موقف السيارات التابع للقلعة والمحاذي لها.

وفي حديث إلى «الأنباء»، قال محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر: «إنها المرة الأولى التي تكون فيها الضربة في قلعة بعلبك، لكن أي كشف ميداني دقيق لم يتم بعد للمكان وإن كانت الجولة التي أجريت في قلب القلعة قد بينت بالعين المجردة عدم وقوع أضرار فيها».

وعما إذا كان لا يزال بالإمكان الاستمرار بالقول إن القلعة بخير، أجاب خضر: «سؤال صعب… بصراحة لا، ليست بخير وما حصل لا يجعلنا مطمئني البال.. وعلى رغم الجهد الديبلوماسي الذي قام به سفير لبنان في منظمة الأونيسكو مصطفى أديب والحكومة اللبنانية ووزارة الثقافة لتحييد المواقع الأثرية، وورود تطمينات في هذا الإطار، أعتقد أن ضربة أمس الأول أعادتنا كثيرا إلى الوراء».

كما تحدث خضر عن «تدمير مواقع تراثية وأثرية في بعلبك مثل تدمير مبنى عمره أكثر من 100 سنة وحي المنشية ذي الطابع العثماني، وهو حي سياحي بامتياز خال من أي طابع عسكري أو أهداف لها علاقة بحزب الله».

وعن الاجتماع المرتقب في باريس للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حال النزاع المسلح التابعة للأونيسكو والمقررة في 18 من الجاري لبحث دعم المواقع الثقافية في لبنان وتدابير حمايتها المعززة، قال محافظ بعلبك إنه «يخشى ما يمكن أن يحصل من الآن وحتى تاريخ انعقاد هذا المؤتمر»، وأضاف: «ما أراه هو أن كل تاريخنا أصبح بخطر». في الخلاصة، الأكيد أنه ليس عن عبث ولا بالخطأ ما تفعله إسرائيل بكل ما يمت إلى الحضارة في لبنان بصلة، وبعلبك في ذلك هي العنوان والرمز وكل الحكاية.