كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين في “الأنباء” الكويتية:
اتجهت الأنظار إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لجهة التأكد من استمرار العمل به، بعد استهداف محيطه بشكل قريب، وسقوط شظايا على المدرج رقم 17، جراء قصف إسرائيلي استهدف تحويطة الغدير في برج البراجنة، وأدى إلى تناثر زجاج من ممر صالات المغادرة.
لم تحمل أخبار المطار جديدا، ذلك ان المسافرين والموظفين في المطار وطاقم طائرات الشركة الوطنية «طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية»، يخوضون تحديات يومية في مواجهة القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ومحيطها وصولا إلى منطقة الأوزاعي الساحلية البحرية.
ويدرك اللبنانيون ان الحرب الموسعة الإسرائيلية منذ 23 سبتمبر الماضي مستمرة، ولن «تفرملها» الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أعادت الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ولذلك يتيقن اللبنانيون ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يوقف الحرب، وان كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري كشف عما سماه تعهد الرئيس ترامب خطيا بالعمل على وقف إطلاق النار فورا، أثناء لقائه الجالية اللبنانية في ديربورن في مطعم عائد للمغترب حسن عباس.
وليس سرا أن ترامب سيوقف الحرب الإسرائيلية، لكن السؤال متى؟ وقد نقل عن الرئيس المنتخب قوله لنتنياهو أثناء حملته الانتخابية، «انته من مهمتك قبل انتقالي إلى البيت الأبيض». وهذا يعني ان فترة انتظار لبنانية ستترافق مع استمرار الحرب الإسرائيلية، في سعي نتنياهو إلى تحقيق مكاسب، في مقابل رفض «حزب الله» حصول وقف النار الا وفق شروطه.
وبين النار الإسرائيلية التي تطاول كل المناطق اللبنانية، وتأكيد «حزب الله» على الاستمرار بالمواجهة، يجهد بري لتأمين مساحة تقوم على الحد من الخسائر، وحفظ السيادة اللبنانية والالتزام بتطبيق القرار الدولي 1701، والتشديد على عودة النازحين إلى قراهم.
وإزاء الصورة الضبابية الحالية التي تلف الواقع الميداني والسياسي اللبناني ومسار الحلول المنتظرة، لم يستبعد مصدر نيابي مطلع لـ «الأنباء» ان تكون «الصواريخ التي أطلقت على قاعدة عسكرية في منطقة تل ابيب قرب المطار، قد جاءت في إطار جس نبض ومحاولة استكشاف مدى استعداد الجانب الإسرائيلي للدخول في مواجهة محدودة في لبنان، ومعرفة مستوى الرد الذي يمكن ان يقوم به نتنياهو قبل ترتيب أولوياته مع الإدارة الاميركية الجديدة».
وأضاف المصدر: «وقد سارع حزب الله إلى الإعلان عن أنه المسؤول عن إطلاق الصاروخ الباليستي ليبعد أي اتهام عن إيران. لكن يبدو أن نتنياهو المنتشي والواضع نفسه في موقع الشريك في هذا النصر للإدارة الأميركية، قد أدار الظهر للمطالبات في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي دعت إلى ضرب مطار بيروت ردا على استهداف مطار بن غوريون، إلا أن نتنياهو اكتفى بتوجيه ضربات قوية إلى الضاحية الجنوبية نهارا، ثم عاد واستكملها ليلا مع استهداف أحد الأبنية الملاصقة تماما للمطار في منطقة الأوزاعي المأهولة بالسكان، إضافة إلى التصعيد الروتيني في الجنوب والبقاع والذي ارتفعت وتيرته التدميرية».
وتابع المصدر: «ثمة خلط أوراق على الصعيدين الميداني والديبلوماسي. ففي الميدان ومع استمرار التصعيد، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى إن الجيش كان سيعلن إنهاء المناورة البرية هذا الأسبوع، ولكن الأمور تغيرت، بحسب هاليفي، وبالتالي يمكن أن تكون هناك خطوات إضافية في مجال العمل العسكري على الأرض في الجنوب، وسيكون الميدان أمام واقع جديد تحدده الأيام المقبلة».
وعلى صعيد المساعي لوقف إطلاق النار، توقفت المصادر عند المواقف المتناقضة التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين. ففي حين قالت إدارة الرئيس جو بايدن انه مصر على إنهاء ملف لبنان وتحقيق وقف إطلاق النار قبل نهاية ولايته، قال مستشارون أميركيون من أصل لبناني في فريق الرئيس ترامب انهم سيتولون الملف اللبناني، وان الرئيس المنتخب قد تعهد بحل الموضوع اللبناني أكثر من مرة. وقال المستشار مسعد بولس، وهو أحد مسؤولي حملة الرئيس ترامب، انه سيتولى مهام التفاوض مع الجانب اللبناني من أجل الوصول إلى اتفاق، على ان يعين الرئيس ترامب شخصا ملما بالملف الإسرائيلي للتفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق. وألمح بولس، إلى أن الموفد الحالي أموس هوكشتاين قد يتابع مهامه بالاتصال مع الجانب الإسرائيلي، وان الرئيس ترامب سيفي بما وعد اللبنانيين.
في شق متصل بالحرب وتداعياتها، استطلعت «الأنباء» أحوال اللبنانيين المقيمين في العراق خلال هذه الفترة من الحرب. وقد توزعوا بين كربلاء، حيث اعتادوا القيام بزيارات دينية، والعاصمة بغداد ومدن أخرى مثل أربيل حيث سبق للبعض تأسيس مصالح من مطاعم ومصانع وغيرها.
أحد أبناء الجنوب من قرى قضاء صور طلب عدم الكشف عن اسمه، قال: «كانت زوجتي والعائلة في إيران عند أقارب، وانتقلوا إلى كربلاء ونزلوا في فندق يملكه لبناني، واعتدنا الإقامة فيه أثناء زيارتنا العتبات المقدسة في المدينة. وبعد اشتداد القصف على بلدتي، نزحت إلى بيروت، وأقمت في فندق بالروشة، ثم انتقلت بالطائرة إلى هنا عبر بغداد. اليوميات لا تختلف كثيرا عما كانت عليه في قريتي، إذ أمضي الوقت مع غالبية لبنانية يكتظ بها الفندق، لكنني لا أفكر بالاستقرار هنا، لجهة تأسيس عمل أو غيره. سأعود إلى الجنوب وقت توقف الحرب، علما أنني خسرت منزلي بالضاحية الجنوبية في حرب 2006».
أما شربل م. الذي يملك شبكة مقاه تقدم القهوة والفطور وتحمل علامة تجارية معروفة عالميا، فقال: «البعض من اللبنانيين يسأل لجهة تأسيس عمل هنا. ولا تختلف العوامل كثيرا عن بلدنا الأم. وكانت نصيحتي ضرورة الأخذ في الحسبان أننا نعمل في بلد ضيف».
ميدانيا، أعلن الجيش اللبناني أمس، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة لدى مرورها عند أحد حواجزه في مدينة صيدا وأسفرت عن ثلاثة قتلى، أدت إلى إصابة ثلاثة من عسكرييه وأربعة عناصر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان.
وقال الجيش في بيان «استهدف العدو الإسرائيلي سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي ـ صيدا، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ثلاثة عسكريين من عناصر الحاجز وأربعة من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة «يونيفيل»، وذلك «أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور».