IMLebanon

عودة ترامب “انتصار” لحكومة نتنياهو

كتبت زينة طبارة في “الأنباء”:

في قراءة لمرحلة ما بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وكيفية تعاطي الإدارة الأميركية الجديدة مع الأوضاع في لبنان والمنطقة، تحدث المدير التنفيذي للمركز اللبناني للدراسات والمتخصص بتحليل النزاعات وحلها د. مكرم عويس لـ «الأنباء» عن «عقبات ثلاث تواجه أجندة السلام التي يحملها الرئيس الأميركي المنتخب».

عويس حدد العقبات كالآتي:

٭ انعدام الثقة بين فريق ترامب والنظام الإيراني.

٭ الاختلاف في وجهات النظر بين من يؤيد من الجمهوريين في الكونغرس توجيه ضربة إلى المنشآت النفطية والنووية في إيران، وبين رافض بالمطلق لها.

٭ التباين الكبير بين داعم وغير متحمس من المحيطين بترامب من مستشارين ومسؤولين للمشاريع التوسعية العقائدية للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

وبمعنى أدق قال عويس الذي شغل منصب كبير المستشارين في مركز (الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر): «الحلول لتحقيق السلام في المنطقة معقدة لكنها غير مستحيلة، خصوصا أننا نتحدث عن ملفات صعبة وشائكة ومليئة بالتعقيدات والألغام، أهمها الارتباط العضوي بين إيران وحزب الله، القضية الفلسطينية، الحرب في أوكرانيا والدور الروسي في المنطقة، في وقت ليس لدى فريق ترامب خطة واضحة تتحدث عن كيفية تحقيق السلام وتثبيته على أسس صلبة ومتينة. وهذا يعني أن اهتمام ترامب بإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة ينطوي على تحديات جسيمة، خصوصا انه لا توجد لدى فريق ترامب رؤية واضحة في كيفية التعامل مع الملف الإيراني، في وقت تقارب حكومة نتنياهو عودة ترامب إلى السدة الرئاسية على انه انتصار كبير لها ويدعم استمرارها في سياساتها الراهنة تجاه لبنان والقضية الفلسطينية».

وردا على سؤال، قال عويس: «ليس بالضرورة أن تؤدي قلة الثقة بين ترامب والنظام الإيراني إلى حرب شاملة في المنطقة أو حتى إلى حرب محصورة بين إيران وإسرائيل، لأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة غير مبنية على قراءة أحادية أو شخصية لهذا الرئيس أو ذاك، بل على الاستمرارية في مقاربة الملفات. ويأتي ذلك من منطلق الحرص على المصالح الأميركية في المنطقة وهي كبيرة جدا، وأهمها النفوذ والنفط والتبادل التجاري والمضيقات وممرات السفن، واللائحة تطول. من هنا الاعتقاد أن ترامب سيحافظ على المسار الذي اعتمدته إدارة سلفه جو بايدن، أي إمساك العصا من الوسط، بما يمنع تفاقم الأزمة بين إيران وإسرائيل، وانزلاق المنطقة إلى حرب موسعة لا تحمد عقباها. ومن المتوقع أن تستغل إسرائيل الفترة الانتقالية قبل التسليم والتسلم في البيت الأبيض لتنفيذ بعض الضربات الموجعة لإيران، الأمر الذي إن حصل فسيصعب الوضع اللبناني ويفتح المجال أمام حلول غير مكتملة، خصوصا أن لبنان دولة مشلولة غير قادرة نتيجة الشغور الرئاسي ووجود حكومة تصريف أعمال ومجلس نيابي معطل، ان تطرح وتفرض في المحافل الدولية ما لديها من حلول كاملة مكتملة». وعما إذا كان نتنياهو سيستمع إلى ترامب ويلتزم بعد 20 يناير (موعد تسليم مفاتيح البيت الأبيض للساكن الجديد) بتوجهات ««إدارة ترامب»، قال عويس: «لا يمكن هنا الإجابة بدقة وشفافية، لأن القوى التي تدفع داخل الكونغرس الأميركي باتجاه تحفيز المشروع الصهيوني قوية جدا، ومنظمة في شكل كبير ومؤثرة في صياغة القرارات وتتمتع بقدرات هائلة. ولا بد بالتالي من أخذ هذه الديناميكية الصهيونية بعين الاعتبار وعلى محمل الجد، فنتنياهو الذي يواجه ضغوطا كبيرة في الداخل الإسرائيلي نتيجة عدم قدرته على استعادة الأسرى وحسم الحرب مع حماس وحزب الله، إضافة إلى اتهامه قضائيا بملفات فساد، سيحاول الاستفادة أولا من قدرات اللوبي الصهيوني المذكور أعلاه، وثانيا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض لرفع سعر أسهمه في الداخل الإسرائيلي من خلال استمراره بضرب حزب الله وتقليص قدراته العسكرية، وربما أيضا بتوجيه ضربات استراتيجية في الداخل الإيراني».

وختم عويس قائلا: «من المحتمل أن تساند إدارة ترامب نتنياهو في ضرب الأذرع الإيرانية وإضعاف حزب الله، وصولا إلى إبرام تسوية أو اتفاق شامل مع إيران لإنهاء الفلتان القائم في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، فيما المطلوب بإلحاح ضغوطات أميركية على حكومة نتنياهو لإيقافها من متابعة مسارها الراهن. لكن وعلى الرغم من أن ترامب لن يتجاوب مع هذا المطلب فإنه قد يلجأ إلى الضغط على إيران بأساليب مختلفة تؤدي إلى اجتراح الحلول وتحقيق السلام».