Site icon IMLebanon

بعد قصف محيطها.. هل تخلخلت قلعة بعلبك؟

تقرير ماريا خيامي:

لا حدود لما ترتكبه اسرائيل، فمن لم يأبه لقتله الاطفال الابرياء لن يرف له جفن عند تدمير آثار وتاريخ حضارة عمرها آلاف السنين، حيث أن الجيش الإسرائيلي عمد الى تدمير مبنى المنشية الأثري عند مدخل موقف قلعة بعلبك بالكامل. كما تضرّرت غالبية الأبنية حوله منها أوتيل بالميرا الذي أصيب بأضرار بالغة، ويمكننا أن نتفق جميعا على أن خسارته لا يمكن تعويضها، نظرا إلى أنه كان رمزاً معمارياً وتاريخياً.

لحسن الحظ، بقيت قلعة بعلبك صادمة حتى الساعة، ولكن لا ضمانة من الجيش الاسرائيلي بعدم استهدافها رغم الوساطات الدولية، وبالرغم من أنها لم تستهدف القلعة مباشرة فالأكيد أن أساساتها تخلخلت جراء القصف حولها وبالقرب منها.

فناشد محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر أنّ “قلعة بعلبك بخطر والفرق المتخصصة لم تتمكن بعد من الكشف عليها، نظرا للظروف الخطيرة واستمرار القصف، لافتا إلى أنه بالعين المجردة لم نر أي ضرر ظاهر ولكن لا يمكننا التأكد سوى بالكشف التقني الذي يحتاج للمعدات والوقت والفرق المتخصصة، يليها دراسات.”

تعليقا على الموضوع، أوضح عالم الآثار جان كلود حواط أن “قلعة بعلبك أساساتها قوية، لولا ذلك لكانت سقطت الآن بعد جميع الحروب والزلازل التي خاضتها وتعرضت لها، كما أن وزارة الثقافة قامت بصيانتها منذ وقت، ولذلك ما من خوف كبير من سقوطها.”

ومع ذلك، لفت إلى إمكانية تخلخلها، موضحا أنه “بعد الحرب سيتم إرسال الفرق المتخصصة للكشف عليها، فالصيانة جداً ضرورية وبسرعة بعد انتهاء الحرب، لتفادي أي مصيبة، وعندها يمكننا التأكد من حجم الضرر، وطرق الصيانة والوقت والمعدات المطلوبة.”

كما كشف عن أن “القصف الاسرائيلي لا يؤذي فقط الآثارات المكتشفة فوق الأرض، بل يؤدي إلى تدمير الآثارات غير المكتشفة بعد، تحت الأرض، وهذا ما نتخوّف جدا منه في الآونة الأخيرة.”

أعمال الترميم السابقة تضمنت فريقا من الاخصائيين والاستشاريين الايطاليين الذين يملكون خبرة كبيرة في هذا المجال، ويستعملون أحدث التقنيات العالميّة من أجل حماية القلعة وحجارها، ولذلك الأمل اليوم كبير بألا يؤدي تخلخلها إلى سقوطها.

قلعة بعلبك معلم سياحي أساسي في لبنان، قاومت الزلازل والحروب، وما زالت منذ القدم محطّة جذب للعلماء والسيّاح، ولذلك هناك جهود كبيرة لتحييدها عن القصف، فهل يتركها الجيش الاسرائيلي بأمان ويبتعد عن تدميرها؟