تقرير ماريا خيامي:
مع اندلاع الحرب في لبنان، برزت الكثير من المخاوف، أولها تهديد الأمن الغذائي، فرغم توافر السلع والمواد الغذائية والأدوية والمحروقات لغاية اللحظة على الرغم من الحرب المشتعلة، يبقى الترقّب سيّد الموقف، إذ بات اللبنانيون أسرى الخوف والقلق الذي يكبر منسوبه كلما توسع القصف الإسرائيلي، الذي اقترب منذ أيام من المطار بشكل كبير، ويبقى السؤال: ماذا لو استهدفت اسرائيل المرافق الحيوية؟
وفي السياق، أكد رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي “أن لا خوف على مخزون المواد الغذائية طالما أن المرفأ والمطار يعملان بكامل طاقتهما، ولكن طبعا في حال تم ايقاف عملهما جراء القصف أو التهديد أو لأي سبب من الأسباب، فعندها سنكون أمام مشكلة حقيقية.”
وأعاد بحصلي التشديد على أن “الأمن الغذائي موجود، حتى لو واجهت الاسواق بعض المشاكل في التوزيع والاستيراد”، لافتاً إلى أن البضائع كافية على أنواعها، ولا يوجد أي مُبرّر لارتفاع أسعارها، بحيث أن العرض يفوق الطلب، فغير أن المواد موجودة بوفرة، هناك قسم كبير من اللبنانيين يحصل على المساعدات، وبالتالي تخف حاجتهم للمواد على أنواعها.
ومع ذلك، لفت إلى أنه رغم توافر البضائع، فهناك صعوبات في توصيلها إلى المحال التجارية بسبب الازدحام والضغط في بعض المناطق، ولكنها مشكلة قابلة للحلّ ولن تُؤثر على الأسواق، فلبنان يحفاظ على مستوى عال من مخزون المواد الغذائية، كما أن المواطنين والمحال على حد سواء اتخذت الاحتياطات اللازمة وتموّنت إلى حدّ ما.
وفي السياق، أكد بحصلي أن أسعار المواد الغذائية مستقرة ولا يوجد تلاعب بها، ويعود هذا الأمر لعدة أسباب، أولها أن المرفأ والمطار يعملان من دون توقف كما قلنا سابقاً، إضافة إلى وجود عرض في الاسواق، يفوق الطلب، كما أن كثرة مراكز البيع تؤدي إلى المنافسة في الاسعار، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يرفع أسعاره لأن المواطنين ببساطة لن يشتروا منه، نظرا إلى وجود أسعار أفضل في المنطقة نفسها.
وأعاد بحصلي التشديد على أن المواد الغذائية المتوفرة تكفي لما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، وربما أكثر، داعيا المواطنين إلى عدم التموّن فوق حاجتهم، لأن جميع البضائع موجودة بوفرة وفي متناول الجميع.
يأمل اللبنانيون أن تبقى المواد الغذائية متوافرة على أنواعها كما هو الحال اليوم، ولكن لا يزال تهديد الأمن الغذائي أمر جدّي تواجهه الدولة اللبنانية، ففي أي لحظة قد تقوم اسرائيل بقصف المطار أو المرفأ، وبالتالي تتوقف حركة الاستيراد ويدخل لبنان في حصار كما حصل في غزة