كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لم تكد عكّار تستفيق من هول الضربة الإسرائيلية الأولى على منطقة “جبل أكروم” وتلملم أضرارها حتى استُهدفت بغارةٍ ثانية، أسفرت عن سقوط ضحايا ومفقودين للمرّة الأولى منذ حرب “الإسناد”.
لقد استهدفت غارة “عين يعقوب” منزلاً تعود ملكيته إلى حسين هاشم، وهو متزوّج من امرأة جنوبية من عربصاليم تُدعى فريال حرب. تشير المعلومات إلى أن أقرباء فريال وصلوا إلى دارة زوجها في “عين يعقوب” عقب توسّع الحرب في 17 أيلول الماضي، بينما تسكن فريال مع عائلتها في قضاء الكورة. كما أن أقرباء فريال من عائلات (حرب، شقير وشرارة) قضوا بين ضحايا وجرحى ومفقودين وعددهم 26، إلى جانب 5 سوريين كانوا يقطنون جميعاً في المنزل المستهدف، المؤلّف من طابقين.
“جبهات قتال أم مراكز إيواء؟ نستقبل النازحين وهذا واجب أما العناصر فمكانها جبهات القتال وليس المنازل ومراكز الإيواء بين الآمنين”. عباراتٌ تتردد على ألسنة الناس وتُكتب بكثافة على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مما لا شكّ فيه أن غارة “عين يعقوب” أرخت بظلالها على الأوساط العكّارية خوفاً وقلقاً، كون الاستهداف هو الأوّل والمباشر الذي يؤدي إلى وقوع ضحايا، ويترك صوراً صادمة من الدمار والخراب والهلع عند الأهالي. فالمنطقة التي هبّت لاستقبال نازحي الحرب من مناطق الجنوب وضاحية بيروت، لم تكن تعلم بأن تكاليف هذه الحرب ستكون باهظة جدّاً، وأن الإيواء هذه المرة سيكون له مردود دموي وسلبيّ. كما أن أهلها والآمنين فيها لا يعلمون اليوم من يسكن بينهم وحولهم وفي مساكنهم، وكيف يميّزون بين نازحين عاديين وقياديين وعناصر حزبية، مما يعرّض حياة الجميع للخطر.
صهر نعيم قاسم!
الغارة كانت عنيفة لدرجة أنها تسبّبت بأضرار ليس فقط بالمبنى المستهدف إنما شملت المنازل القريبة والمجاورة، وسُمع صداها إلى البلدات المحيطة بحسب ما يروي الأهالي. على إثرها اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالشائعات، منها ما تحدّث عن استهداف صهر الأمين العام الجديد لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، ومنها ما اعتبر بأن المنزل المستهدف كان يسكن فيه ناشطون في حملات وجمعيات محلية ودولية لدعم ومساعدة النازحين.
لا أجوبة رسمية عن هوية المستهدفين، لكنّ المؤكد بأن غارة “عين يعقوب” رفعت منسوب القلق حول مصير ومستقبل أهالي المنطقة وعزّزت المخاوف من تكرارها في أكثر من قرية وبلدة عكارية بسبب تواجد النازحين في كلّ القرى تقريباً.
يبقى الهاجس الأساسي حماية هذه القرى ومعرفة من يدخل إليها، وهي مهمة ملقاة على عاتق القوى الأمنية وعناصر الشرطة البلدية. والأخطر في الموضوع تسلل العناصر الحزبية بين المواطنين والنازحين والذي تحوّل إلى قنبلة موقوتة تعرّض حياة المواطنين للخطر.