أوضحت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انه ليس في الأفق احتمال حصول تسوية تنهي الحرب الدائرة حالياً في لبنان، ما دام الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ينأى بنفسه عن القيام بوساطة بين الطرفين، وما لم يقرّر في هذا السياق زيارة بيروت.
وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ المعلومات التي وصلت إليها عن أجواء الاتصالات الجارية في واشنطن حول الحرب في لبنان، والتي يشارك فيها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، وتشمل فريق دونالد ترامب ومسؤولي إدارة جو بايدن على حدّ سواء، لا توحي إطلاقاً باتفاق قريب.
ولاحظت المصادر، أنّ حكومة بنيامين نتنياهو تتعمّد التصرّف بطريقتين متناقضتين تماماً. ففيما يتحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن قرب التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في لبنان، يتخذ القادة العسكريون اتجاهاً معاكساً، فيعلنون الانتقال إلى المرحلة الثانية من الهجوم البري، وينفّذون عمليات عسكرية شرسة في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق اللبنانية الأخرى. وتفسير المصادر لهذا التناقض، هو أنّ هاجس حكومة الحرب الإسرائيلية حالياً هو استعجال فرض الوقائع العسكرية على الأرض وتأخير التسوية، ريثما يتولّى ترامب مهمّاته الرئاسية، فيصبح ممكناً فرض هذه التسوية على الجميع بالشروط الإسرائيلية.
وإلى ذلك، أكّدت اوساط قريبة من «حزب الله» لـ«الجمهورية» انّ «التصعيد الاسرائيلي المتواصل والمندرج في إطار التفاوض تحت النار لن يدفع لبنان والمقاومة إلى الرضوخ لشروط العدو والقبول بأي مقترحات تنتهك السيادة الوطنية».
وأشارت هذه الاوساط إلى انّه «ليس وارداً بعد التضحيات التي قُدّمت في مواجهة العدوان ان يتمّ التراجع عن الثوابت السيادية، لأنّ ذلك سيعني انّ تلك التضحيات ذهبت سدى». ولفتت إلى «انّ المقاومة تواصل الارتقاء في ضرباتها تحت سقف استراتيجية إيلام الاحتلال واستنزافه، وصولاً إلى إنهاك قوات جيشه وجبهته الداخلية وإلزامه بإنهاء الحرب في أقرب وقت».
واعتبرت الاوساط انّه «وكما انّ العدو يزيد الضغط من خلال تكثيف غاراته، فإنّ المقاومة تضغط بدورها عليه عبر العمليات النوعية التي تنفّذها ضدّ عمق الكيان وفي المنطقة الحدودية». وشدّدت الأوساط على «أنّ الموقف الثابت للحزب هو وجوب وقف العدوان فوراً، وبعد ذلك لكل حادث حديث»، لافتة إلى «انّ هناك تنسيقاً كاملاً بين قيادة الحزب والرئيس نبيه بري الذي هو المفوض بملف التفاوض».