Site icon IMLebanon

شهران صعبان أمام لبنان

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

أشارت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي إلى أن رد حزب الله على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار متوقع خلال أيام. لكن في موازاة الترويج لتسوية قريبة مع لبنان، تقوم على احتفاظ إسرائيل بحرية تنفيذ العمليات داخله في حال انتهاك أي اتفاق، وهو ما يرفضه لبنان على المستوى الرسمي، وعلى مستوى “حزب الله”. في المقابل، أكدت “وول ستريت جورنال” أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل “الحزب” وقف النار.

هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي ان رد حزب الله على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار متوقع خلال أيام. لكن، إلى جانب الوضع الأمني، ملف هام يستوجب ايجاد حلّ له، وهو انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً في ظل ما يحكى عن تسوية قد تشمل المنطقة ككل، والتي قد يبقى لبنان خارجها أو على الهامش ومتلقٍ في حال لم ينتخب رئيساً. فأين أصبحت الجهود في هذا الإطار وهل صحيح ما يحكى عن أسماء جديدة غير تلك التي كانت مطروحة سابقاً للرئاسة؟

النائب غسان سكاف يؤكد لـ”المركزية” أن “غير صحيح أنه يتم البحث في أسماء جديدة للرئاسة. وأعتقد أن المسألة نضجت وعلينا انتخاب رئيس قبل الحديث عن وقف إطلاق النار، لأن وقف النار غير وارد اليوم، ذلك ان هذا الأمر ليس بيدنا في حين ان موضوع الرئاسة وانتخاب رئيس بيد اللبنانيين. وضع شرط وقف إطلاق النار لانتخاب رئيس غير مقبول وليس في محله، لأن وقف إطلاق النار بيد نتنياهو وليس في يدنا”.

ويضيف: “نبحث في سلّة أسماء للوصول الى رئيس، لن أسميه توافقياً بل وفاقياً. واليوم نحن أقرب لانتقاء الرئيس الذي نتمنى ان يكون وفاقياً ويحظى بموافقة معظم اللبنانيين”.

عن اعتراض سكان راشيا فانات محملة بالسلاح لحزب الله كانت تحاول المرور في المنطقة وتهدد حياة المواطنين الآمنين، يقول سكاف: “الأكيد ان على المسؤولين عن نقل هذه الاسلحة ان يكونوا واعين الى أن مقابل كل حركة لسلاح او مسؤول عسكري او شخصية عسكرية، يُقتَل نحو 20 ضحية مدنية. هؤلاء المدنيين يدفعون ثمن وجودهم بقرب شاحنات محملة بالاسلحة او شخصيات ملاحقة من قبل العدو الاسرائيلي. هذه مشكلة كبيرة ممكن ان تؤدي الى فتنة داخلية في المستقبل، بسبب ما يتعرّض له المدنيون أو الأفرقاء الآخرون الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب العبثية”.

آماد الحرب طويلة، يضيف سكاف، “فالشروط التعجيزية التي يضعها نتنياهو لا يمكن ان تقبل بها الحكومة اللبنانية او “حزب الله”. هذا الموضوع لا يمكن ان يؤخذ بهذه السهولة وان نقبل بأن يفعل الاسرائيليون ما يريدون في لبنان من انتهاك للسيادة. نتنياهو يرفض القرار 1701 في الوقت الذي تقبل به الحكومة اللبنانية وحتى حزب الله على لسان رئيس المجلس النيابي نبيه بري. الـ1701 ربما لا يكفي بالنسبة لنتنياهو وأظن ان ما يدور اليوم في فلك المفاوضات لما بعد الحرب، هو ان يكون هناك ملحق يعطي الحق لاسرائيل بالتدخل إذا كبر خطر حزب الله. هذا الملحق يأتي بضمانة أميركية. وهذا ما يعمل عليه الغرب ووزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة الاميركية”.

ويختم سكاف: “لن يكون وقف لإطلاق النار وانتهاء الحرب قبل أن تقتنع اسرائيل أنها أنجزت المهمّة التي بدأت الحرب بشأنها. كل المعطيات تفيد ان الحرب لن تتوقف قبل أن يستلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه التنفيذية. وبالتالي، نحن أمام فترة نحو 70 يوماً من الحرب التي ستكون تصاعدية وستعنف خلال الشهرين المقبلين”.