IMLebanon

ضغط بالقصف والتدمير لفرض شروط مرفوضة

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:

بات معلوما اته قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الملفات الداخلية والخارجية وتحديدا الملف اللبناني، يدخل العدوان الإسرائيلي مرحلة انتقالية تستعر فيها المواجهات بين حزب لله وإسرائيل وتستكمل فيها حرب الأستنزاف بكل الوسائل، فيما يبقى قرار وقف إطلاق النار معلقا، وبالتالي أي كلام عن قرب التوصل إلى الحل اشبه بالفراغ. تجمع التوصيفات على اعتبار هذه المرحلة بالاكثر خطورة بفعل تطور مسار العدوان: مواصلة التوغل والمعارك بين الحزب وجيش الاحتلال، وانتهاج سياسة التدمير وملاحقة قادة الحزب أينما وجدوا واستهدافهم. ما من هوامش يلتزم بها طرفا النزاع، لأن لكل منهما أدوات وعدة واستراتيجيات. لن يذعن حزب لله لأية شروط تخدم الجانب الإسرائيلي الذي بدوره يحاول فرض الواقع الذي يرغب مهما كلفه الأمر لاسيما في أولوية إعادة مستوطني الشمال وحماية أمنهم لما تحمل من وسائل لذلك.

وما بين ما قاله الرئيس ترامب قبل الانتخاب حول السلام وما بعد التحضير لعملية انتقال السلطات إليه وفق القوانين والولوج بالمسائل العالقة، تصبح السيناريوهات مفتوحة، فهذه المرحلة هي ما بين النسخة الأولى لموقف ترامب والإصدار الثاني والذي يعد إحدى أدواته دخول السيناتور الأميركي مارك روبيو على خط تحقيق تعهدات ترامب بصفته وزيرا للخارجية.

فأين البلاد اليوم في ظل عدوان يومي تتعرض له ؟ وهل اقترب الحل؟

في اعتقاد مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء فإن التأخير في الوصول إلى حل أضحى مرجحا بنسبة كبيرة على رغم إشاعة اجواء من هنا وهناك عن مسودات للأتفاق وكلام يسرب عن تفاهم أميركي- إسرائيلي لإنهاء الحرب.

وفي حديث لـ «اللواء»، يقول قائد معركة فجر الجرود العميد الركن في الاحتياط فادي داوود أن عنوان المرحلة الأولى من الحرب التي تشنها إسرائيل كانت تحمل حماية الحدود الشمالية من تعرضها لأستهدافات قوة الرضوان، علما انه بعد كل الدمار لم يحصل ذلك، اليوم أصبحنا في مرحلة يمكن عنونتها بمواصلة الضغط على حزب لله من أجل التوصل الى اضعافه وجعله يستسلم للقبول بشروطها التعجيزية.

ويرى العميد داوود ان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كشف في خلال وجوده في مؤتمر القمة العربية الإسلامية أن ما مسودة اتفاق ، وهذا يعني أن إسرائيل كانت تسرب هذه المسودة حول وقف إطلاق النار.

ويشير إلى أن إسرائيل تستكمل خطتها في التدمير والتهجير في محاولة لفك البيئة الحاضنة للمقاتلين، وإن اتسم ذلك بالصعوبة، لأن هذه البيئة متغلغلة وهناك حالة جهادية ورغبة في التقدم إلى الأمام

اما بالنسبة إلى وقف إطلاق النار والذي كان يعمل الموفد الأميركي آموس هوكشتين، فليس متوقعا كما يؤكد داوود الذي يعرب عن اعتقاده أن الميدان هو من يتحكم بالمشهد وهناك انتقال من تصعيد إلى آخر، والتدمير والهدم متواصلان وكذلك استهداف السكان، وبالتالي ما من مؤشر يدل على قرب التوصل لوقف إطلاق النار ، معلنا أن الحديث عن هذا الأمر يتطلب انخراط راعي المحور فيه أي ايران، وبالتالي ان انطلاق المحادثات الأميركية- الإيرانية يحصن وقف النار ويزيد من فرص نجاح الاتفاق.

ويكرر القول أن ما من وقف قريب لإطلاق النار.

وعلى الرغم من هذه الصورة، فإن داوود يقول أن ما من حل إلا بحراك ديبلوماسي أولا وأخيرا، مع العلم ات الديبلوماسية المطلوبة لم تنشط بعد في مستوى يمكنها من تحقيق الإنجاز، ويوضح أن صقور الإدارة الأميركية لن يذهبوا إلى تسوية انصاف الحلول انما يريدون حلولا واضحة.

ويعتبر أن الحديث الإسرائيلي عن قرب الحل ليس سوى كلام تضليلي ووهمي، والجيش الإسرائيلي لا يزال يحشد قواه بأقرار إسرائيل نفسها.

وفي السياق نفسه، تفيد المصادر المطلعة أن وقائع المواجهات تبدلت في هذه الفترة مع تغيير خطط طرفي النزاع على الصعيد العسكري.

اما الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار فهو محكوم بالغموض والذي يراد له أن ينطلق من القرار 1701 وفق المعطيات الرسمية فغير منجز، ومطلب نزع سلاح حزب لله وانتشار الجيش على الجنوب يتطلب مناخا معينا، وبالنسبة إلى نقاط تمس السيادة اللبنانية فتلك ليست موضع نقاش وفق ما تقول المصادر.

لن تكون المرحلة الراهنة سهلة على الإطلاق قبل التوصل إلى وقف الأعمال العسكرية، وأولوية وقف إطلاق النار بالنسبة إلى لبنان تستدعي وقتا كي تسلك طريقها من خلال مقاربة إدارة ترامب، على الرغم من نشاط الدبلوماسية الأميركية قبل تسلم ترامب مهامه في البيت الأبيض.